بسم الله الرحمن الرحيم
أيَا سارِق بهجَة الرُّوح ولمعَة العيْنَيْن منذ سنواتٍ عديدة، أما آن لك أن تُعيدهُما؟! قد جفَّت بِحار الأمل، وذبُلت أوراق الانتظار، وتساقط البشَر واحدًا تِلوَ الآخر من دفتر حساباتي حتى نفِدَت احتمالات وجود شخصٍ يشبهُك في هذا العالَم.
أيَا سارِق دموع العينين، هل تعلم؟ مازلتُ أجهل سبب رحيلك في ذلك اليوم الهادئ، لم أشعر حينها بشيء سِوَى برودة الجو رغم أنه كان صيفًا!
لماذا لم تُعطِني تفسيرًا؟ لماذا لم تُخبرني بأنك ستعود من جديد للبقاء معي؟ ربما كان وعدُك سيخفف عنى وَطْأة أيام الانتظار.
لا بأس إن عُدتَ الآن، لم يتأخر الوقت ومازلتُ أنتظر، مازلتُ أبحث عن ملامحك بين وجوه جميع مَن ألتقيهم؛ لربما أجدك هناك يومًا، ولكن ماذا عساني أن أفعل إن رأيتُك؟ قد أتجمَّد في مكاني بدلًا من الإسراع نحوك، أو أشيحُ بنظري بعيدًا، هل ستتقدم نحوِي؟ هل ستأتي إليَّ؟ أخشَى إن عاوَدتُ النظر نحوك أن تكون قد غادرتَ مرة أخرى دون قوْل كلمة.
أيَا سارِق فرحة القلب، لم أعهدك قاسِيَ القلب، أحببتُ كونك طيبًا ومُراعيًا لجميع مَن حولك، لماذا أنا الوحيدة التي تقسو عليها طوال الوقت؟!
تعلم أنك لن تجِد مَن تشبهك وتفهمك وتُقدِّرك كما أفعل؛ فأنا أعرفك جيدًا منذ ذلك اليوم الأول الذي التقينا فيه، رغم أننا لم نتحدث كثيرًا سوِيًّا إلا أنني كنتُ ألْحَظ ما كنت تفعله دائمًا من أجلي.
حاولتُ كثيرًا أن أُرغِم قلبي على كُرهِك، ولكنه أبَى الاستجابة لي، وأجبَرَني طوال تلك السنوات على انتظار عودتك، فهلَّا تعود.