#كأنك حلمي الذي أشتهي .. 

أن تولد في مكان وقلبك في مكان آخر .. يعني ذلك بأنك تحن لدفء الشام .. وياسمين الشام .. وعطر الشام الفواح .. 

#أحب دمشق .. الهوى الأرق .. 

الشام تعني صوت فيروز .. صوت الباعة البسطاء .. تلك الروائح الرائعة !! 

الشام تعني نبلاً تخلل في الأعماق .. تعني حباً لا ينتهي ..

الشام غصة قلب لا تشفى .. الشام حب وعطاء لا ينضب .. أحبك يا شامي .. فأنا شامية الأصل والهوى .. ودمشق غرست في قلبي قبل عيني .. 

كم أحن إلى أيام كانت فيها شامنا بخير ! ، حينما كان الشعراء يتغنو بياسمينها ، بأهلها اللطفاء .. بهوائها الرقيق .. بلاذقيتها .. وحلبها وحماها ..

أتوق لتلك الكلمات المنمقة التي كان ينتقيها المنشدين من شدة ذهولهم وحبهم لشامنا ، لأولئك السياح مختلفو الألوان والأجناس يلتفون شمالاً وجنوباً ، ينظرون وتكاد أعينهم تفارق أعينهم من رقة وعظمة ما يرونه حولهم هنا وهناك .. إلى تلك القباب .. والكنائس .. والمساجد .. والمدرجات .. والطرق الضيقة الرحبة .. والمآذن المعطاءة .. والألفة الغير معهودة بين أوساطهم ..

آهٍ كم نفتقد قرب الشام ، وقرب أهل الشام من بعضهم البعض ، انتمائهم وقوتهم وفصاحتهم ونبلهم وأخلاقهم .. كل شيء ..

فلم يتبق لنا من عطر الشام سوى ذاك النقاء الذي يتسرب نحو أرواحنا بين أوتار فيروز الصوتية .. لم يتبقَ سوى تلك الصور التي لن تفارق أذهاننا لياسمينها الفواح .. وتجاعيد جبهات حراسها ، والأبواب الكبيرة الواسعة وإن كانت مغلقة ..

فكل شيء من الشام ، وإلى الشام .. وسيظل خالصاً للشام وليس لأي شيءٍ سواها ..