في الحقيقة لم اكن اخطط لأكتب هذه الكلمات ، كما كانت من قبل الموضوعات التي كتبتها ، ولكن احدى المواقف ، شاءت الا و جعلت اناملي ، تسارع الى الكتابة ، لعلها تصيب الراحة ، موقف جعلني ارى بيقين ما تمتلكه الكلمة من قوة و سلطة في التحكم بنا و بمشاعرنا ، الكلمة التي اقصدها ما يتفوه بنا لساننا ، غير مبالي بما سيسببه ، و لكن هل فعلا اللسان هو المسؤول .
حتما ان الجواب لا ، العقل هو من ينبع منه كلامنا سواء العقل الباطني أو العقل بالمعنى البيولوجي ، لعل هذا ماجعل الله عزوجل يضع الكلمة في اولى خطوات رحلة الانسان ، حين علم سيدنا آدم عليه السلام الاسماء ، اي اللغة والكلمات ، وكأنها الجوهر الذي يميزه عن غيره من الكائنات .
لا اريد ان اخوض في مسائل دينية ، لأن لها اهلها و المختصون بها ، و انما اردت ان أوضح كيف تكون الكلمة التي قد لا نعيرها اهتمام ، هي اهم ما كسبناه ، لذلك فتأثريها حتما سيكون قويا ، كيف لا وهي ما تجعلنا نتقدم و نمضي نحو الامام أو تحطم ما بداخلنا من ارادة و نصبح معها ، و بها في اسفل السافلين ، الكلمة التي تكون اول خطوة تواصل بين الطفل بأمه ، بنطقه لكلمة " ماما" ، او حتى و هو في رحمها و هي تكلمه ، و تتبادل اطراف الحديث معه ، الكلمة التي تبدأ بها الحياة الزوجية بين الرجل و المرأة ، الكلمة التي تنمو بها المودة ، وتعين على مصائب الدنيا ، تنسي الهموم و تمسح الدموع ، الكلمة التي تعلن نهاية القصة، و هدم العشرة ، الكلمة التي تجرح قلوب ، و تداوي المجروح ، الكلمة التي بها و لأجلها نحيا بسلام ، الكلمة الطيبة ، التي تصنع المعجزات . اتمنى من كل قرأ هذه الكلمات أن يأخذ حذره من كلماته ، فتكون الكلمة الطيبة هي شعار الانسان السوي .