سأكتب عن العيد .. حينما كان لدي عيد .. سأكتب بالدموع عن فرحة قد بخرتها الأحزان .. عن بهجة قد تناثرت ملامحها وتغيرت مع الأيام .. سأكتب كما لو كنت طفلا يبكي على فقد أب أو أم .. سأبكي على عيد كان له فى حياتى معنى.

من عادتى ألا أنام ليلة العيد .. أسهر لألعب مع إخوتى ونشاهد التلفيزيون حتى صلاة العيد .. أخرج أصلى فى مسجد جامع بالجوار (منذ كنت صغيرا وأنا لا أحبذ الصلاة فى النوادى ومراكز الشباب .. دائما ما يكون فيها اختلاط ولا أشعر بطعم صلاة العيد) .. ثم سريعا ما أعود للمنزل .. أنتظر أبي وبالطبع أنتظر العيدية (مبلغ من المال .. يأخذه الأطفال من كبار العائلة) .. دائما ما كان أبي هو أول الواصلين .. حينها آخذ منه عيديتى وأذهب لشراء السيارة وأدوات النشان .. واستغرق فى اللعب ومشاهدة فيلم العيد الذي يعرض فى الحاديةعشر على قناة الأولى المصرية .. ثم أنام بعد صلاة الظهر .. لأستيقظ عند السادسة مساءا لأشاهد عرض أحد المسرحيات التقليدية مثل العيال كبرت ومدرسة المشغبين والجوكر.

كان العيد بسيطا ذو بهجة فى كل الأحوال ولكن كان لكل عيد مذاقه الخاص .. مر علي حتى الآن ما يقرب من أربعة عشر عيدا فى حياتى منذ أن بدأت أعي الدنيا .. ولكل منهم صورة محفورة فى ذاكرتي .. أحدهم طعم أكلة ما زالت فى فمى رغم مرور السنين عليها .. وأخري ضحكة اجتمعنا عليها فى ذات اللحظة .. عيد أفلام هاري بوتر .. وذكريات أخري منها .. حديقة الحيوانات .. البلالين والدمى .. تكبيرات بعد الصلاة .. زيارة من عمى الأكبر .. لعب البلايستيشن مع صديق قديم ليلة ثاني أيام العيد فى الواحدة مساءا .. الذكريات كثيرة .. ليتها تعود تلك الأيام .. يومها لم يكن للهموم مدخل إلى قلبي كنت طفلا ..طفلا فحسب.

ظل العيد مبهجا لفترة لا بأس بها من حياتي .. حتى مرت الأيام وأصبح يوم العيد كغيره من أيام السنة .. إن لم يكن من أكثر الأيام مللا فى السنة .. ولكن ما زال لدي أمل بأن يوم العيد هذا العام سيكون له طعم آخر .. وسيحفر فى ذاكرتى كأعياد الطفولة .. نعم فلابد أن يذورنى العيد هذه السنة ليعطينى أملا فى الحياة.

لقد اتخذت قرارا بأن يكون عيدي العشرين مختلفا ليس كالأعياد التى مرت في السنوات القليلة الماضية .. سيكون عيد مميزا .. فيه افتتاح كأس العالم لكرة القدم بمشاركة أربع منتخبات عربية (مصر والسعودية والمغرب وتونس .. أتمنى لهم جميعا التوفيق) .. سأقابل فيه أصدقائي الذين لم نلتقي منذ أعوام .. أسعي لفرحة العيد من جديد.

والآن أنا فى انتظار عيدي العشرين .. انتظره بفارغ الصبر .. اللهم اكتب لنا فيه فرحة وسعادة.

-----------------------------------------------------------------------------------

كل عام وجميع الأمة الإسلامية بخير حال .. وندعوا الله أن يفك كرب المسلمين فى كل بقع الأرض .. فليسطين وسوريا وبورما وجميع بلاد المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها .. اللهم انصرهم نصرا مبينا وفك كربهم يا الله.