فـي رثـاء صـديـق رحـل
ستظل في الذاكرة الإنسان الممتلئ تفاؤلاً و حباً للحياة ، و في القلب ستظل تلك الحسرة و الغصة التي لن تعالجها السنين ..
نشر في 14 ماي 2016 .
إلى روح صديقي .. إلى الإنسان الذي صدقني الود .. إلى الذي شاءَ القدر أن يحرمني منهُ مبكراً .. إلى روح الصديق و الأخ الرائع أحمد عادل محمود حمدتو ..
ما أسرع اللحظات التي يعيشها المرء حيث السعادة و الهناء و الرخاء ، و ما أقسى لحظات الألم و ما أطولها من لحظات ، و أي ألمٍ أشد و أقسى من أن تفقد صديقك و رفيق دربك ، أخ لي لكنهُ لم يكن كـ أي أخ ، صديق لي لكنهُ لم يكن كـ أي صديق ، في فقدانهُ فقدتُ الأخ والصديق و فقدَت الحياة بهجتها و رونقها و كذا فَقَدَ الجمال صفة الجمال فيهِ ، فما أقساهما من عامين ..
كنت يا صديقي - رحمة الله عليك - مثالاً للإنسان المخلص لأهلك و أصدقاءك و لكل من عَرِفوك ، المخلص الذي يقدم كل ما لديهِ و لا ينتظر مقابلاً و الإنسان الذي يقدم الغالي و النفيس من أجل سعادة من حولهُ فـ صادقت و كنت نعم الصديق و آخيت و كنت نعم الأخ ..
و كثيراً ما كنت أسمع عبارة ( إذا أحبَّ الله عبداً حببَّ فيهِ عبادهُ ) ، و لم أكن أعي معنى هذه الكلمة و لا أفهم ما تعنيه ، لكنني منذ اليوم الأول لحادثك الأليم أدركت معنى هذه الكلمات و استوعبت مضامينها ، و أيقنت أنكَ من الناس الذين يحبهم الله ، فلم أجد مجلسك يوماً يخلو من المحبين يوم حياتك ، و لا من المواسين و المعزين يوم مماتك ، فحبك و عطفك و حنانك ملأ قلوب المقربين منك ، فما كان من الناس ذلك الحب و لا هذا العرفان إلا رداً لفضائل أخلاقك و طِيب سجاياك ، فلقد كنت مثالاً للنخوة و العزة و الصداقة ، فقابلك الناس بالحب و الإخلاص و التقدير ..
ما غابَ عن بالي و لا نَظَري •• مَنْ كانَ في صَدْري لَهُ مَهدٌ
أيّامُـنـا البِـيضُ التي سَلَـفَت •• هـي ذكـريـاتٌ مـا لـهـا حَـدُّ
صديقي الغائب الحاضر ، ستظل في الذاكرة الإنسان الممتلئ تفاؤلاً و حباً للحياة ، و في القلب ستظل تلك الحسرة و الغصة التي لن تعالجها السنين فقد مات كل شيء حتى أصبح الألم عنوان البقاء و ما أعظم الدمعة عندما تكون أكبر من مساحة الرثاء .
-
أحـمـد عـادل الـعـالـملا تَسلْ يا عزيزي مَن أنا .. أنا كـ الشمسِ إلى العُليَّا ذِهابي