اذا كان لديك استعداد أن تفتح الأبواب الكثيرة عليك في وقت واحد دون أن تضمن مخارجها في النهاية فتلك مشكلة ،واذا كان لديك استعداد أن تشن معاركا ضاريا وأنت تجهل نهايتها فهذه ليست بالمشكلة، لأن أغلب الأفعال تبدأ بنوايا حسنة تنتهي بمشاريع ضخمة، لم يكن السابقون في التمثيل الأجمل لبعض المواقف بمثابة الأذكياء ولا بالأغنياء، لأن كل ما كان في الأمر هو انتهاز فرص ليس الا،اذ يُقال أن الفرصة تأتي لمن يستحقها ولحد الساعة لم أظفر بها..ربما تتأخر لاعتبارات وربما لن تأتي الا اذا دعتها الحاجة لأن تأتي ، المهم أن مفاتيح الجمال للناجين من الفشل والهزيمة وخيبات الأمل لن تكون كثيرة بل ستكون معدودة على الأصابع ،لأن ما تم هدمه بفعل فاعل سيعاد بنائه أكيد لكن آثار الهدم ستبقى في الروح والروح ليست ملزمة بأن تبقى منتعشة على طول الخط اذا رغب في ذلك الراغبون، وهؤلاء الراغبون هم الرافعون بالنصر والناصبون بالضم، هي فحوى لغة أصيلة تتلون وتتلبد كتلبد الغيوم في السماء ولكن الثابت من القول والفعل أن محطة الكفاح لها نقطة راحة وقد تكون هي النهاية لكنها نهاية لجولات فقط و ليست نهاية لكل شيء.
سيصل بذلك المكافح والمناضل الصبور الى منعرج يستلزم عليه أن يثبت أكثر لأن ملامح النجاح ليست بادية أو ربما لا يريد عمدا ابدائها للجميع، والتحفظ واجب انساني بل فرض في قواعد صناعة المستقبل الذي يريده النزهاء خاليا من شوائب إضافية من الخطأ والاعوجاج وتأنيب الضمير أحيانا.
كلنا مخطئون ولسنا معصومين والخطأ على درجات التفوق هو رسالة لمن يريد أن يصنع لنفسه مجدا وهو لا يتوفر لا على عوامل التفوق لا على عوامل التأهيل المناسبة لمجاراة حضارة ومنه كانت رفعة الكمال أن تبدو أنت أيها المكافح بلياقة مناسبة جدا لإعدادات القادم التي ستتلون فيها مظاهر الجدل و الفتنة والرغبة في التخلص من كل ذلك برنة جرس أو جرة قلم أو سكتة قول، فالكل نافع وليس بالضار مادام في خدمة الإنسانية والكبرياء والوطن.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية