تنفتح الأعين علي ضوء شمس يوم جديد ..

إنه الصباح ؛ لم استطع تخطي الأمس ..يوم آخر من الخيبات ربما تضاف إلى قائمة انتكاسات الماضي اللتي تعود في المستقبل لتطاردك من جديد .

هو السبب ؛ سرق مني الماضي والحاضر وربما المستقبل ، لن أسامحه ما حييت ، هذا لا يكفي اذن... لن أسامحه بعد الممات .

هذا لا يجدي نفعا.. نفسي تتمزق، أراه في كل شئ ، أقابله في كل شخص ربما هذا ما لا يشعرني بالفرق بينهم جميعا ربما لانني أراهم جميعهم نسخاً مكررة منه .

أعود للواراء لاختلس نظرة خاطفة عليه لابد أنه يشعر بالندم الآن ، لا بد أنه ذاق بعض من مذاق عذابي .

لا ..لا أري أي أثر لذلك ؛ بل لا أري أي أثر لمروري من تلك الحياة قط.

لطالما انتظرت كلمة اعتذار عن الدمار اللذي حل بي انتظرت فقط مجرد كلمة اعتذار ؛ربما ساعدني ذلك علي المضي قدما ولو لبضع خطوات .

تمر الأعوام وها انا أشيب ولا أسمع صدي أي كلمات ..اعتذار..شكر..ندم ..حيرة ...لا شئ علي الاطلاق .

توقفت الأرض عن الدوران تحت قدماي ..توقفت عند تلك اللحظة.

عزيزي القارئ الرقم اللذي تحاول الاتصال به مرفوع من الخدمة مؤقتا وربما الي الأبد ...

من منا لم يقابل أوغادا في طريقه ؛ ربما كان أحدهم فردا من أفراد أسرتك ؛ ربما كان أحدهم من أبويك .

من منا لم يتعرض لصدمات مدمرة ؛ من منا لم يتلقي جرعات عالية من سموم البشر .

نعم..هناك من لم يتعرض لأي من هذا؛ لكن الكثير كانوا ضحايا ..

"كانوا" ..كانوا وهكذا يجب أن يبقي اللفظ .

يمتلك أشباح الأوغاد الماضي بجدارة ؛لكنهم غير قادرين علي امتلاك حاضرك أو مستقبلك رغما عنك.

ربما تحاول الرجوع للوراء فقط لتسالهم لماذا ؟

عزيزي القارئ الأوغاد لا يجيبون، لإنهم حقا لا يملكون إجابة. لربما امتلكوا إجابة مشوشة وربما يعطونك فقط نسخة مزيفة من الإجابات .

والآن أنا أقول لك لا تنتظر الإجابة ..لا تنتظر الاعتذار . الأوغاد لا يجيبون ..لا يعتذرون .

ربما يمرحون.. يمضون في حياتهم دون التفكير فيما حلّ بك ولو للحظة.. ربما نسوك ..ربما لم يلحظوا وجودك في الأساس.

ليست وظيفتك أن تصحح أفكار الاوغاد عديمي البصيرة والضمير...تتكفل الحياة بهذا الدور كل يوم مع جميع البشر .

قرارك بأن تمضي قدما هو قرار واعي ينبع من داخلك من أجل ذاتك فقط ،ليس له علاقة بالماضي .

استطيع أن أقول أنك في الطريق سوف تحصل علي بعض الإجابات دون جهد منك عن طريق تكرار القصص والأحداث من حولك؛ ستتمدد خلاليا وعيك لتستوعب ما لم تكن قادرة علي فهمه آنذاك .

لكنك إن لزمت مكانك تتحسس آلامك وتنتظر منهم أن يعودوا معتذرين حاملين معهم الملطفات ربما تموت وحيدا مكلوبا بآلامك وأيضا دون إجابات.

وفي النهاية عزيزي القارئ أود أن اكتب إليك رسالة مطوية مكتوبة بالحبر السري ستظهر حروفها في مراحل متقدمة من تعافيك ...

"ذاك الوغد اللذي سرق جزء من ماضيك ربما لم يكن وغدا حقيقيا ..ربما هذه فقط الصورة اللذي رسمها لك وعيك حينها لتتماشي مع القصة ومع شعورك بالألم حينها ..الأوغاد ما هم إلا بشر يصيبون ويخفقون ..ربما كان ألمك نتاج معادلة تفاعلك معه حينها ..ربما لم يتعمّد ايذائك وربما تعمّد .. ربما كان وغدا بشريا حقيقيا ... سفاحا متسلسلا بجدارة .......ولكن هذا لا يهم لأن رقمه مرفوع من الخدمة مؤقتا وربما إلي الأبد" .