العودة إلى نقطة الصفر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

العودة إلى نقطة الصفر

مذكرات من أيام غريبة ..

  نشر في 19 ديسمبر 2020 .

عندما استطعت أخيراً أن أحدد نوع الصراع الذي كنت أعيشه. توصلت إلى أهم نقطة في تحديد مشاعري المضطربة، ومن هنا قررت عما سأتحدث عنه في المرة المقبلة عندما أقابل المعالج النفسي.

في كل مرة أواجه هذا الشعور تعود إلي نوبات الغضب والخوف غير المبرر. لقد مررت بالكثير من الأحداث في حياتي التي منها عدت إلى نقطة الصفر، في كل مرة كنت أعتقد فيها أنني بدأت أرمم جدار حياتي الذي يتصدع فجأة دون إنذار بسبب ظروف خارجة عن إرادتي.

كنتُ دائماً أخاف من مواجهة هذا الشعور، فأسميه باضطراب نفسي غير معروف الأسباب. هذا الشعور المؤلم بأنك في كل مرة تبتعد عن التفكير في كل الأحداث المؤلمة التي واجهتُها وحيدة واعتقدتُ أنني استطعتُ ببراعة وبسرعة مواجهتها، اكتشف بذاتي أنني قفزت فقط فوقها ولم أواجهها حقاً كما ينبغي. 

أنا هنا أغرق وحيدة في سواد أفكاري، لا استطيع حتى التحدث فيها مع أقرب الناس إلى قلبي. في كل مرة أكون على حافة الانهيار وأنني سأستحدث أخيراً .. يصبحُ الصمت أشد من القدرة على البوح.

وأعود ذلك الشخص الصامت الذي لم يعتده من حولي، فاقدة الحضور والشعور في آن معاً. 

هل تعلم يا صديقي ما معنى أن تشعر فجأة بأنك لا تستطيع تحديد مشاعرك اتجاه أي شيء، حتى إلى أقرب الناس إلى قلبك، أن لا تشعر نحوهم بالحب ولا حتى بالكره. 

تفكر بكم السنين التي أمضيتها وأنتَ تعد لهذا اليوم، ثم فجأة يتبخر كل شيء أمام عينيك. حتى السعادة التي كانت تتبع الأخبار المفرحة باتت فاترة أو حتى لم تعد موجودة إن جاز التعبير. 

أنا لا أستسلم ولم أعد نفسي يوماً مستسلمة، في كل مرة كان يصيبني الاحباط كنت أشعر بالنور أراه في نهاية النفق المظلم الذي أعيش داخله. 

ذلك الغضب الجامح، الرغبة في مواجهة كل هؤلئك الذين مروا حتى على هامش حياتي وسببوا لي الأذى بإدراك مسبق منهم أو بدونه. أنا شخص يتلقط عثرات من حوله ليستطيع أن يبرر حنقه الدائم. حتى الدموع التي كانت تريح القلب لم تعد كذلك. 

الصلاة والتضرع وحدهما من كانا يبقيان على بصيص الأمل. الرغبة الجامحة في تحطيم كل شيء حتى الذكريات. في المقابل هناك المحبون الذين ينتظرون أن ينفرج ثغري بأي قول او ابتسامة تدلهم على أنني سأكون بخير. 

أنا تائهة في مشاعري، في غضبي، في عدم رغبتي بأي شيء، بالشعور بالذنب في كل مرة استيقظ فيها وأشعر أنني تمنيتُ لو كان الاستيقاظ مجرد حلم. 

هكذا ببساطة ما أمر به، وإنها المرة الأولى التي أجد نفسي فيها خلال كل هذا التخبط الذي أعيشه أن أكتب. أن أصف حقاً ما يجول بداخلي لكنني لا أملك القدرة على البوح بما هو أكثر من هذا .. 

إنه صراع فظيع، مشاعر لا أتمنى لأحدٍ أن يعيشها .. 


  • 16

   نشر في 19 ديسمبر 2020 .

التعليقات

سرد بديع.
0
Rim atassi
شكرا لك صديقي
. منذ 3 سنة
عباراتٌ رائعةٌ حقاً
2
Rim atassi
شكراً لمرورك الرائع
جودي آبوت منذ 3 سنة
1
مشاعر راقيه وكلمات رائعه، تلك المشاعر أفهمها جيدا وأعيشها و تلامس واقع كثير من الناس الذين أصابهم الحزن والوحده، أحستني
1
Rim atassi
شكراً لك ولكلماتك اللطيفة ومشاعرك الدافئة

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا