صُوتُ صَرير وصَفِير ...بَين عَالَم أكبَر وكَبِير
نشر في 15 مارس 2020 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
إستيقظ..! (يناديك احدهم) أو رُبَّما يرن هاتفك، المنبه، شيء يقلقك، العمل، الإمتحان ، او أسباب اخرى تجعلك تستيقظ لِأجلها مثلاً شيء تنتظره بفارغ الصبر...وووو..لحظة!!
لا أعتقد أن من ينتظر شيءبفارغ الصبر سينام اصلاً لكي يستيقظ!!!!
لعل "الغد" ومستقبله اكثر ما يجعلنا ننتظره بفارغ الصبر لِدرجة إننا لن نستطيع النوم أو ....حسنـًا ننام لنهرب من الغد ...!
ونصحو والعين يقظة والذهن في سبات في عَالَمٍ كبير مظلم ..مُستنارٌ ليس مُنير ..ثم تجري يا ابن آدم وتجري ..كغمام أمطر على البيداء لا البيداء منه ارتوت ولا انهار له تجري ..
وبعد نهار قد غربت شمسه وهي تقول لك " ايها الغمام هل سأراك غداً تمطر على البيداء ؟"
ويحل الليل فيالك من ليل كأن نجومه ... بكل مغار الفتل شدت بيذبلِ ...كأن الثريا علقت في مصامها ... بأمراس كتان إلى صم جندلِ
وكأنك امرؤ القيس وليلك لا ينجلي ..فتمسك بقلمك ككاتب تظن نفسك تسترح من هذا العَالَم الكبير بورقةٍ وقلم ..! وفي وسط هدوء هذا العالم الكبير وسماع عالمك الأكبر (عقلك وتفكيرك) بصوت صرير قلمك وينجلي الليل وتختفي نجومه في السماء كانها حبات سكر في كوب قهوتك دون أن تشعر لانك لاتسمع سوى صَرير القلم ... وقبل طلوع الفجر بقليل ينقطع صرير قلمك لتسمع صفير عصفور وزقزقة لاتفهمها ولكنك تشعر بانك تفهمها حقاً .. لعل تلك الزقزقة لغة تبعث فيك الأمل ثم تفكر لبرهة كيف كنت تفكر بيأس طيلة النهار والليل وهل كاتب يشكو الليل ويهجو النهار وينظم القوافي لذلك ثم يأتي عصفور بصفير غير مفهوم ويقلب اوزان القصائد ..
وقبل أن يحل الفجر وتترك عالمك الأكبر لتعود للعالم الكبير تسمع أذان الفجر ليبدأ بـ " الله أكبر" يسقط من يدك القلم وكأنه يقول كفاك لاترهقني بكتابة عن عالم صغير و هيّن امام رَبٌّ أكبر .
ثم بعد فترة قصيرة تنظر للنافذة لترى نهار قد أشرقت شمسه وانت تقول لها " سأمطر على البيداء ولابد لها من يوم أن ترتوي ..!"
ثم تأخذك غفوة لتسمع بعدها احدهم يقول ..
إستيقظ...!!
لعَالَم كبير ...لكن لأمل أكبر ..
رغم انك تعلم لعلك لاتسمعها مرة أُخرى...
بقلم مها سعد فاضل
-
مها سعد فاضللي عقلٌ يتفَكّر و قلبٌ يفقه و ضميرٌ حَي و أصلٌ عَربيّ أكسَبَني فصاحةً على الفِطرةِ و قلمٌ ليس بيني وبينه بين حَرِيٌ أن أقول كاتبة ...