رؤى الحجاز
فيصل حسن البكري
تظل الحارة الحجازية وبيوتها المنقبية ورواشينها الخشبية ذات طابع فريد ممتدآ من العمارة الإسلامية القديمة بمقوماتها وسماتها من أنماط وأشكال وعادات وتقاليد لا زالت حاضرة حتى اليوم بين أهلها.
فقد أقتصرت "الحارة الحجازية" بمفهوم الإستلهام والتوظيف العام لصالح تراثها وتاريخها الخالد وموروثها الثقافي.
حيث أنيط بأهلها ثقافة بناء البيوت بالحجر المنقبي والرواشين ذات الأشكال الهندسية الجميلة وفق الطابع الإسلامي برزت من خلالها إسهامات أهل "الحجاز" من فنون تعبّر عن أصالتهم الضاربة في تاريخ البشرية لتعزيز وجودهم بين الأمم وحرصهم منذ فجر التاريخ على إنتاج نسق معماري وموروث حضاري يعبر ويتلائم مع بيئتهم وتحضرهم الدائم.
فالعمارة وفنونها من مكونات هوية الإنسان وحضوره واستقلاله وليست فنا مجردا من هويته الأصلية.
كما لعبت الديمغرافية السكانية لمنطقة "الحجاز" في تشييد مجتمع متجانس لا يفرق بين أهل الشرق والغرب وهو ما جعله يتمتع بثقافة "التجانس" بين أطيافه متميزآ عن غيره من المناطق الأخرى ليكون إرثآ متجذرآ منذ الاف السنين مفعمآ بالعادات والتقاليد والبيئة التي أنجبت منازلها الأدباء والمفكرين والشعراء والكُتاب والمؤرخين.
أخيرآ نحن لا نزور الشام لنرى القاهرة.
ولا نزور الرباط لنرى صنعاء.
فهذا مزعج حتى للرحالة أنفسهم.
فكيف بأهل الدار والله الموفق...