عابرة نفق لا تنتهي حتى ينتهي
لم ينته عبوري ...لكنه عبور حتى النهاية
نشر في 16 أبريل 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
يقال أن الأهم من الوصول إلى الهدف هو رحلة الوصول إليه ،أو هكذا أقول أنا .....
رحلة طويلة كانت تبدوا غير منتهية ،أكثرها مطبات و سَبْر’ أغوار النفس و الحياة و الواقع المعاش ، رحلة جلها متاهة مغارةِِ لا يتردد فيها غير صدى الخوف و اليأس و الانكسار ،رحلةٌ نفْسُكَ تعتريها كل أنواع الحروب النفسية فتتكشف ذاتك المدمرة مع غضبك و المنكسرة مع هزائمك و الماكرة حين يتهددك شيء ما ,,, رحلة تتعرى فيها أمام ذاتك و نقطة ختام.
وصلت إلى هذا السطر إذن يا قارء-ئة- أسطري ,,, قد يخطر ببالك أنها مبالغةُ وصفِِ لذلك سأزايد على على هذه الرحلة و أقول : و " أنا أخوضها ،و أنت تخوضها، و نحن نخوض غمارها " تظهر كأنها نفق مظلم لا يتراءى ضوء نهايته و لا يشع بصيص أمل و لو كاذب في نهايته . انتهت مزايدتي الواقعية لكل من زاره الاحباط في طريقه الغير المُعبَد ،و لكل من خرج من ذلك النفق بذاكرة مشوهة و لكل من لا يزال يقبع هناك . لكني سأنصف النفق أو على الاقل نفقي فتابع-عي- حتى الختام .
و كي ننصف النفق فقد تخلل سقفه بعض الثقوب و إن كانوا شحاح لكن شكلوا منفذا لأخذ نفس عميق قبل غوص جديد . وفي ذلك النفق العجيب أيضا الذي ظلمته لم تكن بنفس الحُلكة لكل السائرين و لا نور ثقوبه بنفس السطوع لكل العابرين كان "لي ،لك،لنا"، لقاء مع عابرين غير عاديين همسهم فيه إيقاض روح و بسمتهم بلسم جراح و نصحهم نور سبيل ،هؤلاء العابرين -أو العابرون لا أدري أيهم أصح-المهم الى هؤلاء قد تفرقنا الأيام و قد نتوه في هذه الحياة لكن ستظل ذكراهم محفوظة كأعز أصحاب و ذكرى ثمينة تؤثث الذاكرة ،ربما لا يكون زمن العبور سويا طويلا بمقياس المتفرجين لكن هناك: كل فعل أوقولصادق قد يبدوا تافها بتقييم الاخرين لكن له أثر عظيم لعابرة "مثلي أو مثلك أو مثلنا" ......
لازلت-َِ هنا يا قارئ-ئة- أسطري......؟
قاومت رغبتي في أن أقحم عابرين آخرين في فقرة المزايدات لهم جلد الحرباء،دورهم في النفق عراقيل لذلك قررت بدل ذلك أن أرسل لهم شكرا حارا و شكري سيكون على الشكل الآتي :" شكرا اكتسبتُ -اكتسبتَ ،اكتسبنا- مضادات أفعال لمثل افعالكم " .
ختاما
كل خطوة في هذا النفق هي خطوة نحو ذواتنا نحو ما سنكون وكل وقوف و انتصاب ضد مخاوفك هو كسر لضعفك .....و في هذه الرحلة المليئة بالتناقظات كل هزائمك هي لك إن أنت قررت المواصلة و هي عليك إن أنت قررت الركون لجبنك ... هذه الرحلة في هذا النفق هي ما ستملك بعد نهايتها أو ما ستيدن به .
بالنسبة لي لم ينته عبوري لكن لن يكون إلا عبورا حتى النهاية
في احدى ليالي الأرق 10/04/2016
05:05
التعليقات
تشبيهك لرحلة الحياة بنفق صائب جدا في الحقيقة هناك من يعبر جسر على ضفاف نهر جميل في جو جميل وهناك من يعبر نفق مظلما -مثلي- و كما قلت تختلف ظلمته و شكله كل حسب قدره و امتحاناته وشخصيته و هناك من يعبره زحفا وهناك من يعبر مشيا أو هرولة -مثلي -بدون خطىً ثابته، المهم أحببت التشبيه و أتمنى يا صديقة أن ننتقل من النفق إلى الجسر لتعانق أعيينا زرقة السماء و نتنفس هواء نقيا و لعل الإنتقال اقترب.
خلال قراءتي لخاطرتك لا أعلم لماذا دمعت عيناي عند قراءة هذه الجملة ( لقاء مع عابرين غير عاديين همسهم فيه إيقاض روح و بسمتهم بلسم جراح و نصحهم نور سبيل)==> اللهم كثر من أمثالهم ومن صدفنا معهم و جعلهم دائما و أبدا بالقرب
أخر شيء أحببت هذه العبارة المشحونة بالأمل و التحدي(..و في هذه الرحلة المليئة بالتناقظات كل هزائمك هي لك إن أنت قررت المواصلة و هي عليك إن أنت قررت الركون لجبنك)
:)