يشتق اسم مضيق البوسفور من الإغريقية القديمة الذي يعني "مضيق الثور" ويسمى بالتركية "إسطنبول بوغازي" الذي يعني مضيق إسطنبول. ويعتبر الممر المائي الأضيق عالمياً المستخدم للنقل البحري، ومع ذلك فإنه ممر مائي عالمي مهم جداً. ويستمد أهميته أيضاً بكونه لا يفصل بين الأناضول وتراقيا التركيتين فقط، بل أنه يفصل بشكل كامل بين قارتي آسيا وأوروبا، حيث يعتبر جزء من الحاجز المائي بين القارتين.

ويبلغ طول المضيق 30 كم (19 ميل)، وبعرض أدنى 750م (2450 قدم) بين قلعتي دوميلي حصار وأناضول حصار، وعرض أقصى 3.7 كم (2.3 ميل) عند مدخله الشمالي من البحر الأسود، ويتفاوت عمقه بين 35.5م و124م (120 – 408 قدم).

موقع جيوسياسي استراتيجي

مضيقي البوسفور والدردنيل كلاهما يشكلان ما يسمى "المضائق التركية" التي تحظى بأهمية استراتيجية عظيمة لاعتبارها الممر المائي الوحيد بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط؛ لهذا توليها الدول الواقعة على البحر الأسود اهتماماً خاصاً، هذه الدول: بلغاريا، وجورجيا، ورومانيا، وروسيا، وأوكرانيا تعتبر نفسها مشتركة مع تركيا في السيادة على هذه المضائق، لكن تركيا تحظى بالسيادة الكاملة عليها وتحاول استثمار ذلك لتحقيق مصالح متبادلة مع هذه الدول.

ونتيجة لهذا الموقع الجيوسياسي المهم، يتمتع البوسفور بأهمية عالمية كبيرة، حيث يلعب دوراً محورياً في حركة التجارة الدولية؛ نتيجةً لذلك، يعتبر المضيق من أكثر الممرات المائية ازدحاماً، بعدد سفن يقترب من الـ 48 ألف سنوياً.

 يقع على جانبيه مدينة ضخمة

ويستمد المضيق أهميته من موقعه في منطقة ذات مناخ مثالي وطبيعة جغرافية رائعة اجتذبت إليها الكثير من الناس لبناء مدينة من الأكثر ازدحاماً في العالم، مدينة تعتبر من المدن القليلة الواقعة على قارتين، مدينة ذات أهمية تاريخية عريقة، مدينة إسطنبول التي يقطنها قرابة الـ 16 مليون نسمة.

وبسبب هذا العدد الهائل من الناس، يستخدم مياه البوسفور الكثير من العَبَّارات، وقوارب الصيد، واليخوت على مدار الساعة، ويعبر من فوقه 3 جسور، هي: جسر شهداء 15 يوليو (بني في 1977)، وجسر السلطان محمد الفاتح (بني في 1988)، وجسر السلطان سليم (بني في 2016)، كما يمر من أسفل منه 3 أنفاق أخرى، وهي: نفق مرمراي (للسكة الحديد)، ونفق البوسفور المائي (للمياه)، ونفق أوراسيا (للمركبات).

منطقة جذب سياحي شهيرة

لكونه في إسطنبول التي تجتذب الملايين من السياح سنوياً، أصبح البوسفور والأماكن التاريخية الواقعة على طرفيه من أهم الوجهات السياحية ليس فقط في تركيا، بل أيضاً في العالم كله.

حيث يقع على طرفيه الأوروبي والآسيوي 620 بيت عثماني تاريخي، والعديد من القصور العثمانية، مثل: قصر توبكابي، وقصر دولماباهتشة، وقصر يلديز، وقصر شيرغان.

كما يحده العديد من المعالم السياحية، مثل: مسجد آية صوفيا، ومسجد السلطان أحمد، ومسجد أورتاكوي، وكنيسة آية إيرينا، وغيرها من أماكن العبادة، هذا بالإضافة لعديد الأبنية الأخرى، مثل: برج قالاتا، وبرج الفتاة، وقلعة روميلي حصار، وقلعة أناضول حصار، وثكنات السليمية، ويقع على طرفيه العديد من المتاحف، نذكر منها متحف إسطنبول للفن المعاصر، ومتحف توبهانا.