منذ مدة لم أكتب شيئاً، كنت خائفة من شيء يقلق روحي ويفزعني في ليالي مظلمة تغلق منافس روحي و تهلكني بأسئلة لا أجد لها أجوبة، والكوابيس،، الكوابيس تطاردني يومياً كوابيس يقظة لا منام ! وأقولُ لك هذا النوع أسوأ ! إنك تحسه بكلتا يديك تحسه بقلبك ويستشعره فؤادك !
ليست سوادوية أو كآبة كما تتوهم، بل إن كل الراحة في هذه الحالة قد تستغرب من كلامي لكنني كنتُ خائفة أكثر قبل هذه الحوادث التي عبرت روحي كنتُ أقوى لكنني الآن وجدت منبع القوة ذاته ! تتخيلون ؟
أجل كل ما أقوله غريبٌ عنكم لكنني أنا ذاتي أصبحتُ غريبة عن نفسي القديمة، لم أعد أجدني فيما كنتُ أجدني فيه من قبل ! لستُ أهذي بل إنني أحمد الله يومياً على هذه النعمة أصبحتُ أرى الموت أقرب صارَ رفيقي الذي لا يراه أحد ولا يشاركني في صحبته أحد فهو لا يحبُ الصحبة بين أكثر من اثنين هو وشخصٌ آخر، قد لا تتخيلون مشاعري لكن أن تستشعر موتك في كل لحظة أن تتخيل نفسك تتوسد اللحد يغسلونك يلبسونك ثوباً أبيض ويكفنونك ويصبح جسدك بالي في خلال لحظات !
يضعونك في القبر يودعونك لمثواكَ المؤقت ، يدعون لكَ بالثبات لأنك تُسأل في هذه الحظات العصيبة ! ترى هل فكرت في هذا من قبل ؟ حسناً خذ وقتك وفكر بأن جسدك هذا سيأكله الدود يوماً ويومها لن ينفعك شيءٌ من هذه الدنيا! وكل مصائبك ستصبح عزائك في هذه الدنيا الواسعة ! ستتغير نظرتك لكل شيء أولاً لنفسك ثم لعائلتك و المحيطين بك ، لأمك وأبيك، للأخوة والأصدقاء و الأحبة، سيصبحُ طعمُ السعادة في فمك مختلفاً وذو نكهة غريباً وكذلك الحزن ستصطبغ مشاعرك كلها بصبغة مختلفة !
ستتغير نظرتك للأمور و ستفهمُ الأمور كما لم تفهمها من قبل ستتطلع للحياة للمشاكل لكل شيء بنظرة أخرى غريبة ! ستصبحُ كأنك غريب في هذه الدنيا وكأنها ليست إلا مرحلة مؤقتة، كما قال النبي صلَّ الله عليه وسلم : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " ،لم أكن لأفهمه من قبل بهذا الوضوح !
إن من يعيش في هذه الأيام سعيداً لا بدَّ بأنه أعمى يرى بعينيه لا بقلبه وعقله، فكل المعطيات التي تحيطُ بنا ليست إلا معطيات سلبية، دائماً ما نعودُ للخلف نتراجع في كل سنة للوراء أكثر، تُرى ألا يبصرُ هؤلاء الموت ؟ سيبصرونه يوماً ولكن حينها سيكون الآوان قد فات !
والسلام !
-
Jenan Daadouمهندسة على الطريق . . !
التعليقات
فهناك اشخاص سعداء لكونهم قاموا بما اوجبه الله عليهم من طاعات واجتنبوا المحرمات أدركوا بذلك الحياة الطبية و السعادة التى ذكرها الله تعالي في قوله (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
[Surat An-Nahl 97]
فلا يمكن اطلاق وتعميم كون السعيد بانه اعمى
(كل المعطيات التي تحيطُ بنا ليست إلا معطيات سلبية) اختلف معك في ذلك فهذه نظرة متشائمة نوعا ما فالله اعطنا معطيات كلها ايجابية حتى وان بدت سلبية في نظرنا الذي احيانا يكون قاصر.
وبخصوص تذكر الموت ضروري ولكن نعمل له
وبخصوص ( كانك غريب....او عابر سبيل ) هنا يحثنا الرسول صلى عليه وسلم الي عدم الركون إلى الدينا الفانية الزائلة فمن المعروف ان عابر السبيل الذي يمر على بلدا وهو ليس من اهلها لا يركن اليها ويعرف انه مهما طالت المدة في سفره بتلك القرية انه لابد ان يرحل عنها وكذلك حالنا مع الدنيا ( الدنيا دار ممر و الاخرة دار مقر )
واختم اختى الغالية ( خذ من دنياك لاخرتك ومن فراغك قبل شغلك ولحياتك قبل موتك ....) لكن علينا الا نعمم ونقول ان كل من هو سعيد يكون اعمى القلب و البصيرة