قصّة حب إنتهت..بل قصّة إعجاب لأنّ الحب الحقيقي لا يتبخّر ..لا يذوب..حتى بعدما تُبدّل الأرض غير الأرض و السّموات..
كُنتَ كلّما غرقت في بحور عينيها تعود إلى الشّاطئ و قد لبِسك الغرام..تعزف سمفونيّة تُجلسك على شرفات الغمام.. تتعطّر كلّ ليلة بمسك الأحلام..
و إذا بأكوام من الجليد تفصل بينكما..
إذا بالضّباب يحجب الرّؤية ..
إذا بالشّتاء يطول..
يداك جليديّتان..يداها زجاجيّتان..
لا تَلُم نفسك..لا تلُمها..
إنْ هي إلاّ روح إخترقت حياتك لتتعلّم منها و تتعلّم منك..
إسمعْ منّي..كلّ شخص يخترق أسوار حياتك
كلّ حدث يُزعزع أيّامك ..ليس إلاّ رسالة من المولى لتُعيد كتابة فصول نفسك بحبر جديد مُنقّط بالذّهب..
لقد خُلقت لتتعرّف على ذاتك بدون مساحيق و لا أقنعة..بدون غبار المعتقدات الخاطئة و السّلوكيّات غير الواعية..
خُلقت ..لتتعرّف على خالقك من خلال إرتفاعات و منحدرات الحياة..
خلقت..لتترك بصمة تشهد لك هنا و هناك..
تسألني متى ستجد توام روحك..
يوم تغوص في أعماقك ..يوم ستبحث عن ذاتك ..ستلْتقيها..لأنك هي و لأنها أنت..
يا مَن ..مِن بدء التّكوين تبحث عن وطن لجبينك ..عصفورة أحلامك ستنقر على قلبك..فإبدأ التّنقيب..
إنزع عنك كلّ الأقنعة ، تعرّف على ذاتك غُص بداخلك ، تخلّص من كلّ الأغلفة التي تستر قلبك ، لتفهم من أنت..
توأم روحك هي أنت في مكان آخر و في ظروف مُغايرة ، تعيش هي الأخرى قصّة حياة مختلفة ستقرّبها منك أو تُبعدها عنك ، على حسب تفانيكما في التخلي عن مساحيق كاذبة ، و أقنعة زائفة ..كن أنت انت ..و لا تكن أحدا آخر و إلاّ فكيف ستتعرّف عليك بهذا القناع الذي تضعه على قلبك ..
و كيف ستتعرّف أنت عليها و هي تخفي وراء هذا الوجه وجوها أخرى ؟
.
التعليقات
في زمن زائف قل فيه المبدعون الحقيقيون و ان وجدوا فاغلبهم فقد قدرته على الابهار في زحام المساحيق و عمليات التجميل التي لم تسلم منها حتى الكتابة .. دمتي بود