صفة النار أجارنا الله وإياكم من عذابها - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

صفة النار أجارنا الله وإياكم من عذابها

  نشر في 18 نونبر 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

اعلم رحمني الله وإيّاك أن النار مقعّرة، وعلى هذا فالنار إما أن تكون كروية الشكل أو نصف كروية، جزئها المقعّر إلى الأسفل، ومغطاة من أعلاها.

وسواء كانت كروية أو نصف كرة، فلها فتحة في أعلاها كفتحة البئر، ومطوية كطيّ البئر، وشفير هذه البئر هو شفير جهنم، وما بين شفيرها إلى قعرها مسيرة 70 خريفاً، أي: 70 سنة!

"يقول الخبراء، أن سرعة الحجر أثناء سقوطه، تساوي: 98 متر لكل ثانية، بعد عشر دقائق فقط من سقوطه، وهو مقدار السرعة النهائية للحجر، فإذا قمنا بعملية حسابية بسيطة، يمكننا معرفة طول نار جهنم التقريبي، وذلك على النحو التالي:
98 متر/ثانية * 60 ثانية * 60 دقيقة * 24 ساعة * 30 يوما * 12 شهرا * 70 سنة = 120،000،000،000 متر، أي: 120 مليار = 120،000،000 كيلو متر، أي: 120 مليون"

وعلى هيكلها من الخارج 7 أبواب، بعضها فوق بعض، ولم يرد كم عرض هذه الأبواب، إلا أنه ورد أن بعد ما بين باب وباب، مسيرة 70 سنة، وهي المسافة التي ذكر أنها تقع بين أبواب الجنّة، فلعل عرض أبواب النار، كعرض أبواب الجنّة!

"الراكب يقطع في اليوم مقدار 100 كيلو متر، فإذا قمنا بعملية حسابية بسيطة، يمكننا معرفة البعد التقريبي بين أبواب النار، وذلك على النحو التالي:

100 كيلو متر * 30 يوما * 12 شهرا * 70 سنة ويساوي تقريباً: 2,500,000 كيلو متر."

وأهل النار يعيشون بداخلها، فهي كالسجن بالنسبة لهم، فإذا أدخل أهل النار فيها، أطبقت عليهم أبوابها، وعرضت على الأبواب أعمدة من حديد أو مما يشاء الله تعالى، لإحكام إقفال الأبواب، ليزداد العذاب عليهم شدة وقوة.

ومع أنها من الداخل مقعرة، إلا أن أهلها لا يشعرون بذلك، لسعتها، فكل منهم يرى أنه معتدل في جهته، كما أن أهل الأرض، يرى كل واحد منهم أنه معتدل في جهته.

وهي دركات، فأشدها عذاباً هو قعرها، وهي دركتها السفلى، وقد خصصت لإبليس وآل فرعون والمنافقين. وأخفها عذاباً هي دركتها العليا، مع أن من في دركتها العليا يظن أنه ليس هناك أحد أشد منه عذاباً.

ومن شدّة حرارة أرضها وصهارتها تحولت طبقة نيرانها التي تغطي أرضيتها وصهارتها إلى سوداء، فداخل النار ظلام دامس.

وفي النار جبال من نار، وأودية تسيل ناراً.

وفيها البراكين التي تقذف بالحمم، كأمثال القّصْر، وهي الجمالات الصُفر، وهي الحبال الغليظة.

وقد امتلأت أرضها حجارة وشوكاً، فإذا ساروا فيها نكبتهم حجارتها، ووخزتهم أشواكها.

وفيها سحب النار والدخان، الذي تضيق منه الصدور.

وفي النار شجرة الزقوم، وهي شجرة خبيثة الأصل خبيثة الفرع خبيثة الثمر، ثمرها منتن الرائحة، قبيح المنظر، سيء الطعم جداً، وأصل جذور هذه الشجرة، ينبت في قعر جهنم في أصل الجحيم، أي في أوسط نقطة في قعرها، ثم تتمدد أغصان هذ الشجرة إلى سائر دركات النار العليا، وتتشعب أغصانها وفروعها وتتلوى بين جبالها ووهادها لتشمل جميع أرض النار، فإذا أراد أهل النار أن يأكلوا يقطف لهم الزبانية من ثمرها ويناولونه لهم أو يسعون هم بإلهام من الله تعالى وتوجيه منه، حتى يصلوا هذا الثمر، فيقطفونه ويأكلونه بشراهة، من شدة جوعهم.

وأما شرابهم فالماء المغليّ، فإذا أراد أهل النار الماء، استغاثوا يريدون الماء، فيأتيهم الزبانية بالماء المغلي، فيسقونهم إياه، أو يؤمرون هم بالورود إلى حياض الماء، فيردون حياضها، فإنه لشدة حرارته إذا وقع في أمعائهم مزّقها، ومع ذلك يشربونها بشراهة من شدّة ظمئهم.

ولهم مشروب أخر، وهو طينة الخبال، وهي عصارة أهل النار، وهو ما يسيل منهم من قيح ودم، فيجري في أودية النار، فيكرعون منه، خصوصاً مدمني الخمور.

ولهم شراب أخر، وهو الغسلين، و هو ما يسيل من جلود أهل النار و لحومهم و دمائهم كأنه يُغسل عنهم، فيكون طعاما لهم.

وأما لباسهم، فمن قطران، وهو النحاس المذاب.

وقد اعدت لهم سلاسل وأغلال، تربط به رقابهم، وتكتف به أيديهم، وتقيد بها أرجلهم.

ومع الزبانية مقامع من حديد، إذا أراد العبد الهروب مما هو فيه من عذاب، قمعهم الزبانية، وردوهم إلى مواضعهم التي يعذبون فيها.

وأهل النار عندما يدخلونها في البدء يبصرون ويتكلمون، ويبقون على هذا ما شاء الله، وهم يصرخون، حتى يقال أنهم ينادون مالك زمانا طويلا ولا يجيبهم، حتى إذا مضت عليهم سنين أجابهم، فيقولون له: ليقضي علينا ربك! فيقول لهم: إنكم ماكثون. ثم يختم على أفواههم وتعمى أبصارهم وتصم أذانهم، فلا يصدر منهم سوى الشهيق والزفير من شدة العذاب.

وبعد أن يختم على أفواه أهل النار تكون استغاثتهم بالإشارات والإيماءات، فيفهم عليهم الزبانية ما يريدون، فيطعمونهم أو يسقونهم.

ومع كل رجل أو امرأة من أهل النار، ملائكة موكلون بعذابه، وطعامه، وشرابه.

ويجعل الله عز وجل أحجام أهل النار كبيرة جداّ حتى إن مقعد أحدهم بسعة ما بين مكة والمدينة، وإن لضرسه الواحد أعظم من جبل أحد، زيادة في عذابه.

وأما عصاة المسلمين الذين لم يرد الله أن يغفر لهم، وأراد أن يطهرهم في النار، فهم على حالتين:

الأولى: أنهم يسقطون من السراط على ظهر جهنم، والسراط لا يصعده إلا مسلم، فلا يدخلوا في جوف النار، ولا تؤصد عليهم أبوابها.

والثاني: أنهم يدخلون في جوف النار، وتؤصد عليهم أبوابها، وكل ما أراد الله أن يتقبل شفاعة أهل الجنة في طائفة منهم، أمر الملائكة ففتحوا باب من أبواب النار مما يلي الموضع الذي فيه العصاة، فيخرج من شاء، ثم يأمر بإغلاقه، وإيصاده بالعمد، وهكذا حتى لا يبقى من المسلمين أحد.

ولا تتعجب أخي القارئ من شدّة عذاب الله لهؤلاء القوم، فما وقعوا فيه من الشرك والكفر والبغي والظلم والعناد لهو أعظم مما نالهم من العذاب، ولا تغتر بحسن أخلاق الكافرين، ولا بما ينالهم من لأواء في الدنيا، فإنك لا تعلم ما في قلوب العالمين، والله يقول في محكم التنزيل: (أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ) وقال عز وجل: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) فثق ثقة عمياء أن من يعلم الله تعالى أنه من الصالحين فسوف يهديه إلى الحق ولو كان ابن إبليس، ومن علم الله أنه من الكافرين الفاسدين فسوف يضله ولو كان ابن نبيٍّ من أنبياءه، والله سبحانه وتعالى هو (الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) وهو (ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ)

والله وحده أعلى وأعلم وأحكم


  • 1

   نشر في 18 نونبر 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا