ايتها الحياة عودي إلينا ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ايتها الحياة عودي إلينا !

  نشر في 23 مارس 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

ماذا اقول ؟ فيروس لا يُرى بالعين المجرّدة جعلنا نحسّ بعدم الأمان ..نمتنع عن ان نحضن احبّة و جيرانا لنا  ان نُمشّط أرصفة الطّرقات..او نُقيم أعراسا وولائم .. ان نفرح بأشياء إعتدنا عليها و لم نعد نراها كنعم كبيرة ..

ليست كبيرة فقط ..بل هي الحياة ..

و كأننا حُرمنا الحياة لأجل غير مسمّى ..لنتعلّم كيف نحمد الله على نعمة الحياة !

كانت أعناقنا تتطلّع دائما إلى شيئ ننتظره و لا يأتي ..إلى أحلام طال مجيئها ..إلى اهداف نسعى إليها ..و بهذا كنّا نغيب عن الآن !

اتخيّل و كانّ الجسد فينا كان بمثابة مسمار و كأنّ اللاّوعي فينا هو المطرقة التي كانت تدقّ على المسمار في ساحة الحاضر ...كان ذلك سيكون جميلا لو بقي الوعي داخل الجسد بدل اللاّوعي ليُفهمه باننا كلّما اطلنا التطلّع إلى هناك ..إلى المستقبل ، فقدنا نعمة الحياة المتمثّلة في الحاضر !

و لكن إنسلخ الوعي منّا و بقينا مع اجساد حاضرة ووعي غائب ..

و الآن فهمنا.. بعدما جاء هذا الضيف غير المرغوب فيه ليزلزل كياننا و يحاول إعادة توازننا ، و يدفعنا دفعا مؤلما لمراجعة انفسنا ..و رؤية الامور على حقيقتها ..

لا ضرر طبعا في ان تكون لنا اهدافا و احلاما و طموحات نسعى إليها ..و لكن المشكل في خضمّ كلّ هذا نسينا باننا كنّا نعيش الحياة ..ببساطتها ..بضحكاتها و دموعها..وسط صخب الأطفال و بائعي السمك..و صفّارة الشرطيّ ..

باتت الشوراع هادئة حزينة ..و اُغلقت الابواب علينا ..

فاختبرنا قيمة الاهل و الاحباب عندما فُصلنا عنهم..وقيمة ان نخرج بقلب ينبض بالامان ..و بقيمة الاصوات التي تملأ الشوارع..

و التي تُذكّرنا باننا احياء !

هل تتمنّعين عن رؤيتنا يا حياة لانك غاضبة منّا ؟؟

لك الحقّ في ذلك ..فلقد كنت فينا و بيننا و كنّا نولّي ظهورنا عنك ..فهلاّ عدت إلينا !


  • 24

   نشر في 23 مارس 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Ahmed Abdelrahman منذ 4 سنة
سنعود وستأتي بعد المحنة منحة عظيمة ولكننا نعيش تلك الأيام الصعاب لنتأدب مع الله
https://www.makalcloud.com/post/gzggu5j6b
0
خديجة
نعم عادل في وسط البلاء تندسّ رحمات كثيرة ، نحن نثق في علم الله و حكمته لذاك يجب علينا التحلي بالصبر و الدعاء و سنعود ان شاء الله افضل مما كنا عليه ،
Bosy منذ 4 سنة
سوف تزول هذة الضيقة
1
خديجة
اكيد ، دوام الحال من المحال
نعم لقد زعزع الفيروس عالم أحلامنا حتى
0
نعم لقد زعزع الفيروس عالم أحلامنا حتى
0
خديجة
سننظر الى الجانب الايجابي منه و سنتعلّم الكثير من الدروس حبيبتي
حتى نعرف جميعا حجم النعم التي لم نشكر الله عليها بارك الله فيك
1
خديجة
نعم محمد ، حتى نعي بان ما كنا نعتبره شيئ عادي إتضح لنا بانه غير عادي ،
شاعر النيل منذ 4 سنة
ستمضى الظروف وتبقى الحروف
كل بقدر الله يأتى ويمضى
وتلك الايام نداولها بين الناس
أحسنت تسطيرا
1
خديجة
شكرا اخ جمال ، نعم ستمضي الظروف برحمة من الله ، و تبقى الحروف كذكرى لتلك الظروف .
سبحان الله كنا في نعمة لم نشعر بها يوما مشكورة يا خديجة على هذا المقال
3
خديجة
اجل حبيبتي لا نشعر بالنعم الا بعد ان نفقدها
يمكن كمان خلو الشوارع دا صورة عن عالم بلا استهلاكية شرهة .. كلنا نفسنا في العالم دا :) من الناحية دي بس يعني :D
2
خديجة
طبعا طارق ، انا معك ، معظمنا يحب ان يحس بالحياة تنبض من خلاله و من حوله بوسطية و بحكمة و تعقل و نحن ان اشتقنا الى الحياة الآن فلانها غابت عنا و نريدها ان تعود و لكن بوسطية طبعا ، و هذا موضوع آخر ساطرحه قريبا ان شاء الله
Abdou Abdelgawad منذ 4 سنة
كلمات طيبة استاذة خديجة فعلا نحن فى حاجة للوقوف مع انفسنا للمراجعة وقد فاتك اهم مافى الموقف عن سلامات واحضان القريب والبعيد وهو حرماننا من المساجد والجماعة فاغلاق المساجد لايساويه كارثة فى الكون وكأن الله يلفظنا وغاضب منا نسأل الله السلامة
فقط لى ملاحظات لغوية بسيطة فى بداية خواطرك جملة ( نمتنع عن ) وليس نمتنع على ، وكذلك ( عن أن نمشط الطرقات) وليس على أن نمشط ، وكذلك فى ختام خواطرك ( وكنا نولى ظهورنا عنك) وليس نولى ظهورنا لك أو نقول وكنا نعرض عنك ..هذا لايقلل من صدق تعبيراتك واحاسيسك تحياتى لحضرتك وفى انتظار الجديد.
1
خديجة
نعم استاذ ، حضن الاحباب في اي مكان ، في المسجد ، مع جيرانك ، اصدقائك ، اهلك الخ.
.شكرا على الملاحظات . فلقد قمت بتصحيحها
مشكورة اخت خديجة : ولكننا لقول الحقيقة ليس الفيروس من منعنا من التنقل :ولكن حكوماتنا التي لم تكن مستعدة لجندي صغير جدا يسبح الله ويتصرف كما يؤمر ، ونحن ايضا كنا متناسين بأن هذه الحياة وقت قصير ليست للهو او التدخين اوالمباريات او مطاعم وشوبنج وسيارات واكسسوارات واغاني ، جاء هذا الجندي ليقول لنا : قف لحظة والجميل فيه ان مخابرات الحكومات التي لا تؤمن بالله والتي تدعي بانها مؤمنة به لم تكن قادرة على التجسس عليه وتوقيف هذا الجندي ( الارهابي ) المجرم الخاطف للارواح ، جاء الجندي ليذكرنا بملك الموت الذي نفر منه ، جاء ليذكرنا بقول النبي صل الله عليه وسلم اكثروا من ذكر هادم اللذات ، ويقول عليه افضل الصلاة والسلام والله ما الفقر اخشى عليكم ولكن اخشى عليكم الدنيا ......... ان تفتح عليكم فتنافسوها ، وها نحن نتنافس عليها نريد سيارة عن طريق البنك شقة عن طريق البنك وجميع البنوك لا تؤمن بالله وتخضع للبنك الدولي الربوي ، علينا ان نصارح انفسنا باننا لسنا كما ندعي فهل نعود الى الحق ، فهذا الجندي كورونا له علاج ولكن ملك الموت علاجه طاعة الله والاستعداد للقاءه والتي هي غير بعيد فأعمار امتي ما بين الستين والسبعين وقليل من يتجاوز او كما قال عليه افضل الصلاة والسلام ، فهل نتنافس على الاخرة ونزهد في الدنيا وليس نزهد في قبلة ابناءنا وزوجاتنا ،وان لا نخشى ان نشاركهم المرض حتى لنكون سواسيتنا معهم فالحب ليس فقط في الراحة بل نحب الاخرين حتى ولو احضروا معهم لنا معاناتهم .
2
خديجة
شكرا سيدي على تفاعلك الراقي ، انا طرحت الموضوع من منظور آخر ، و سوف انشر بإذن الله مقالا آخر من منظور يشبه رؤيتك هذه ، تحياتي و احترامي .

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا