ماذا اقول ؟ فيروس لا يُرى بالعين المجرّدة جعلنا نحسّ بعدم الأمان ..نمتنع عن ان نحضن احبّة و جيرانا لنا ان نُمشّط أرصفة الطّرقات..او نُقيم أعراسا وولائم .. ان نفرح بأشياء إعتدنا عليها و لم نعد نراها كنعم كبيرة ..
ليست كبيرة فقط ..بل هي الحياة ..
و كأننا حُرمنا الحياة لأجل غير مسمّى ..لنتعلّم كيف نحمد الله على نعمة الحياة !
كانت أعناقنا تتطلّع دائما إلى شيئ ننتظره و لا يأتي ..إلى أحلام طال مجيئها ..إلى اهداف نسعى إليها ..و بهذا كنّا نغيب عن الآن !
اتخيّل و كانّ الجسد فينا كان بمثابة مسمار و كأنّ اللاّوعي فينا هو المطرقة التي كانت تدقّ على المسمار في ساحة الحاضر ...كان ذلك سيكون جميلا لو بقي الوعي داخل الجسد بدل اللاّوعي ليُفهمه باننا كلّما اطلنا التطلّع إلى هناك ..إلى المستقبل ، فقدنا نعمة الحياة المتمثّلة في الحاضر !
و لكن إنسلخ الوعي منّا و بقينا مع اجساد حاضرة ووعي غائب ..
و الآن فهمنا.. بعدما جاء هذا الضيف غير المرغوب فيه ليزلزل كياننا و يحاول إعادة توازننا ، و يدفعنا دفعا مؤلما لمراجعة انفسنا ..و رؤية الامور على حقيقتها ..
لا ضرر طبعا في ان تكون لنا اهدافا و احلاما و طموحات نسعى إليها ..و لكن المشكل في خضمّ كلّ هذا نسينا باننا كنّا نعيش الحياة ..ببساطتها ..بضحكاتها و دموعها..وسط صخب الأطفال و بائعي السمك..و صفّارة الشرطيّ ..
باتت الشوراع هادئة حزينة ..و اُغلقت الابواب علينا ..
فاختبرنا قيمة الاهل و الاحباب عندما فُصلنا عنهم..وقيمة ان نخرج بقلب ينبض بالامان ..و بقيمة الاصوات التي تملأ الشوارع..
و التي تُذكّرنا باننا احياء !
هل تتمنّعين عن رؤيتنا يا حياة لانك غاضبة منّا ؟؟
لك الحقّ في ذلك ..فلقد كنت فينا و بيننا و كنّا نولّي ظهورنا عنك ..فهلاّ عدت إلينا !
التعليقات
https://www.makalcloud.com/post/gzggu5j6b
كل بقدر الله يأتى ويمضى
وتلك الايام نداولها بين الناس
أحسنت تسطيرا
فقط لى ملاحظات لغوية بسيطة فى بداية خواطرك جملة ( نمتنع عن ) وليس نمتنع على ، وكذلك ( عن أن نمشط الطرقات) وليس على أن نمشط ، وكذلك فى ختام خواطرك ( وكنا نولى ظهورنا عنك) وليس نولى ظهورنا لك أو نقول وكنا نعرض عنك ..هذا لايقلل من صدق تعبيراتك واحاسيسك تحياتى لحضرتك وفى انتظار الجديد.