ماذا لو استيقظت يوما و وجدت انك ليس انت ... وجدت نفسك شخصا اخر .. ربما صديق لك او عدو يكرهك او شخص انت تكرهه ؟! .. ربما ستصاب بالجنون لعدم تصديقك الامر و ربما ستعيش كما انت لتشاهد نفسك وانت شخص اخر .
سوف ترى تصرفاتك تجاه الجميع ... ترى نفسك و انت تقضي يومك امام هاتفك الذكي لا تفعل شئ اخر ... ربما تنتقض نفسك لان حياتك تضيع هدرا بلا فائدة ... و ربما تلتمس لنفسك الاعذار .
سترى نفسك و انت تقترف خطأ ما او تتحدث عن صديق ما او تفشي سرا ما - و لسخرية القدر - انك سوف تصدر حكما على نفسك و تحتقر نفسك كثيرا ثم تتذكر انك تحكُم على نفسك وليس على الاخرين كما تعودت .
ماذا لو رأيت كل تفاصيل حياتك .. نجاحاتك و سقطاتك .. سلوكك و تصرفاتك ؟! هل ستقبل نفسك كصديق لك ؟
في واقع الامر اننا ننتقد الجميع دون استثناء و نغضب من تصرفات صديق ما و نتسائل كيف يقبل نفسه هكذا ؟! نصدر الاحكام على الاخرين دون معرفة الحقيقة ، نسمع اراء الناس عن شخصية ما و نأخذه كشئ مُسَلم به دون تفكير .. نلتمس لانفسنا الكثير من الاعذار و لكن لا نرحم الاخرين . فمن يقضي يومه لا يفعل شئ الا الجلوس امام مواقع التواصل .. سوف تقول انه تافه بلا فائدة .. و نسيت انك مثله تماما و لكن تلتمس لنفسك عذر و تقول لا اجد من يفهمني في الواقع وهذا عالمي و هكذا ..
يجب ان نحكم على انفسنا و نرى عيوبنا و نتقبلها قبل ان نتتبع سقطات و عيوب الغير .. يجب ان نرى انفسنا بعيون الاخرين حتى نعرف اذا كنا مثاليين كما ندَعي ام اننا ايضا نخطئ نفس اخطاء الغير و نبررها لانفسنا كالحمقى .