***

حين تكتظُّ السّماء بعد مُنتصفِ الليل بأمنيات النّاس تكونُ أُمنيتي وطن ٌ قويّ ٌ شامخ ٌ كالسّابق ..

حزينون ٌ نحنُ كوطننا مجرّدون من كُلِّ شيء ..

مُجردون من الأحبّة والبَيت من الفَرح والأصْدقاء من السّلام والطمَأنينة ..

مُجرّدون من أشياءٍ كثيرةٍ عدا الحُزن !

باتَ الحُزنُ في وطني ضيفاً ثقيلاً أُعجِبَ بوطني فاتّخذ منه بيتاً وما لبث إلا وحولّه مقبَرة..

النّاس هناك لم تعد أمنيتهم سِوى فاصلٍ قصيرْ

تعبوا من القصْف والموتِ والدّم والأشلاء..

الحُزن سلب منهم ألوان الحَياة وطعمها ..

لم يَعُد للفرح مكان ٌ هناك، استوطَن الحُزن كُل شِبرٍ !

باتَ ياسمين الشّام أحْمر وباتَ قاسيون كَسِير

باتَتْ السّماءُ تبكي علينا ولا تُمطِر..

والطّيور تلعنُنا في كُلِّ ربيع ..

تعبْنا نحنُ وضاقَت علينا سُبُل الحَياة

نريدُ أن نُكمل حياتنا كما الآخرين

أوقِفوا تلكَ الهامة الجاثِمة على القبور المُتعطّشة للدماء ..

أخرسوها وليقْتلع أحدكم حُنجرتها فلقد تعبْنا وما عادَ بوسعِنا أن نَصبِرَ أكْثر ..

نُريد أن نعودَ كما كُنّا سابقاً ..

أن تعودَ سُوريا ياسمِينة بيضَاء ،ويعود في سمائِها مُتسع ٌ للحُب..

والطّمأنينة في شَوارعها مُنتشرة ٌ كما الهواء..

نُريد الحُّب والسّلام نريد أن نقضِي ماتبقّى من أعمارِنا بطَمأنينةٍ وفرحٍ افتقدناهُما مُنذ أعوام ..

لا شيءَ يستحِق، نهايةً سنموتُ جميعاً فلنعشْ في الوطن الذّي باتَ أُمنية لنا أن يعود