في لحظة، يأخذنا شوق وحنين لأيام الماضي، بابتسامة تفسر ذلك الشعور بالحب والأسى على ما فات من لحظات جميلة. ذكريات تزداد جمالا بغيابها، احببناها ولم نفي بحبنا وتقديرنا حتى اضمحل ضوئها في غموض ظلام دامس. ذكريات ألبسَها الزمان غطاء أبيض شفاف ولم يبقى لنا منها سوى ملامحها التي بالكاد نراها وصدى صوتها يترنح على مسامعنا بين الحين والآخر.
لم تمت ذكرياتنا، لازال الزمان يوحي الينا بها، ويكشف لنا عن ذلك الغطاء في مواقف وأشياء، تبحر بنا الى الماضي على متن سفينة الحاضر. تأخذنا الى عالم جميل حيث نجد أنفسنا عاجزين عن الكلام، فنحن فقط نشاهد فلما من اخراج قراراتنا واختياراتنا السابقة.
نستمتع به تارة وننتقده تارة أخرى وأحيانا قد نكره مقاطعا منه، فيتحرك فينا الضمير بصوت عالٍ حبذ لو استطعنا إعادة كتابته، فنكتبه بقلم من ذهب وللكلمة وزن ولحظة تفكير قبل وضعها.
نعود ادراجنا، الى الحاضر لنكمل رواية الحياة ان لم اقل لنصنع ذكريات جديدة، نضيف صفحاتها الى كتاب شاء الله له ان ينقضي يوم رحيلنا الى تلك الحفرة الصغيرة ملفوفين في ذلك الغطاء الأبيض، فاُلبِسنا ما البس الزمان ذكرياتنا وأصبحنا ذكرى آخر كلمة توضع في كتابنا.
-
Mohammed Guerrabالقراءة و الكتابة بالنسبة لي هروبٌ من عبثية العالم.