من اكثر الاقنعة او الشخصيات التي تروق للانسان ان ينتحلها هي شخصية الضحية...فهو يستمد منها احساسه بكونه موجود ومهم..فنحن بالفطرة نحتاج من يدللنا يهتم بنا ويجعلنا من اولى اهتماماته..وعندما لا يتحقق مرادنا نبدأ بتمثيل دور الضحية..نعاتب الاخر على تقصيره في الاهتمام بنا..نشعره انه هو المذنب في حقنا ونحن ملائكة..بعيدين كل البعد عن الاخطاء..فبجرد انشغال الاخر بمهمة يمكن ان تكون من المهمات التي تحدد مصيره فيغيب وبعد عودته نبدأ بمحاسبته وزجه في قفص الاتهام فننسى اننا ايضا لم نسأل عنه في فترة غيابه..هكذا هو الانسان او بالاحرى غالب الناس الا من استطاع ينضج ويجتاز مرحلة الاسقاطات الى مراحل اكثر وعي فيحلق في السماء الحرة غير مبال لمثل هذه النواقص...
شخصية الضحية لا تنتحل فقط في مواقف كهذه فهي حاضرة وبقوة في اغلب المواقف..على سبيل المثال في مقر العمل الكل يشتكي من مديره و معاملته الشنيعة له..هو في الاصل وقبل ان يبدأ العمل قد عششت في عقله فكرة ان المدير لا يعامل عملاءه بطيبة..فيباشر عمله وفوبيا القلق من تصرفات مديره تحوم حوله فهو منتظر في اي لحظة ان ينهره ويصرخ في وجهه..غير مبال للعمل الذي جاء من اجله وفي الاخير يقع في شباك مخاوفه غير مدرك انه هو المسبب الاول لما حصل وهناك من المواقف الكثير ة لا الحصر..
وهذه الشخصية لا تجلب لصاحبها سوى الاكتئاب وسوء المنقلب لذلك على المرإ ان يدرك اولا انه قد لعب دور الضحية في لحظة من اللحظات فيعمل على مراقبة نفسه في تعامله مع نفسه ومع الاخرين حتى يزول هذا القناع ويستطيع تحمل مسؤوليته في اسعاد نفسه والاكتفاء بذاته دون ان يجعل من نفسه شخصا تابعا للاخرين في كل جوانبه الحياتية..وان يطرد من عقله فكرة ان العالم الخارجي هو سبب ماساته.
-
maryamمغربية الجنسية اهوى الكتابة والمطالعة
التعليقات
يكفي أن تلقي نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى تجدي الجميع يمارس دور الضحية و يكتب مواقف توضح كم هو مضطهد من الجميع و للأسف معظم هذه المواقف كذب من نسج خياله حتى يحصل على تعاطف الجميع .