"حين رحلتي أدركت أني لا أستحقك.." أرجوكم تمسكو بأحبتكم!
نشر في 05 فبراير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
هذه هي العبارة التي ودع بها د.سلمان بن فهد العودة عظم الله أجره، رفيقة دربه التي فارقت الحياة ،وتركته يعاني آلاما بين القدر والشوق والتعلق .
أكثر جملة حزنت لترديدها في هذه الأيام ، وكأنها بلغت كياني ، تذكرت حينها جميع أحبائي .. ماذا لو خسرت احدهم؟
جعلتني أفكر مرة أخرى في ما يحدث، بعدما كان حزنا يقتلني اصبح سعادة ، فلم أخطط لشيء قبل هذه العبارة.
سلمان العودة الذي كان يثري وجوده بالأمل والتفاؤل ، الذي كان لكلماته سحر يغمر القلوب بالسعادة والطمأنينة..تحول فجأة هذا السحر الى مشاعر حزن وأسف .
وبينما ،لازالت نيران القلب مشتعلة .. قرأت عبارة صديق التي استخدمها كمنشور وقال فيها : "وفي كل يوم .. ادرك انني لا أستحقك "..
أ يوجد وفاء وهيام كهذا؟ أم انا التي ترجمتها بمنطقي الخاص؟
لم أر في حياتي شخصا ، يعترف للملأ انه لا يستحق محبوبه ، الا اذا كان ممن يعملون جاهدين على احتقار انفسهم ، أو أخد مبدأ الابتعاد كغاية يسعى الوصول اليها، لم يقدر على التضحية ، فعبر عن فشله أخيرا في عدم الاستحقاق ، وكأنه مفره الوحيد.. لم يحب، لم يعشق .. انهزم لنفسه لمدة ،وقرر الرحيل .
لكن؟ أن تؤكد عدم استحقاقك لشخص وقلبك يرتجف من شدة الحب له ، يعني الكثير ومافوق الكثير بالكثير!
لا أظن ان سلمان العودة قصد بكلماته اهماله لزوجته في حياتها ، ولا ذلك الصديق الذي أراهن على جمال قلبه و تعامله مع الجميع ، فكيف لا يستحقونهم؟
إنها ، أعلى درجات الحب ، وأغلاها .. في اللحظة التي تشعر فيها أنك لا تستحق نصفك الآخر ، يعني أنك وصلت لمرحلة الحب الحقيقي ؛ وبلغت الشق الجميل فيه.. استوفيت الهيام والعشق والشوق ، فأنت مخلصفي وجوده أو غيابه، مخلص في فقدانه أو عدمه.
اذن ، دعني أؤكد لك سيدي سلمان أنك كنت تستحقها.
وأزعم يا صديقي أنك تستحق و ستستحق .
غالبا ، ما نستمع لصدى عقولنا ونبتعد عمن نحب، نبتعد لأننا تعبنا من المواجهة، التضحية، التكرار، تعبنا وكفى..
تواجهنا الأنا التي تصطحب كينونتها الأنانية اينما ذهبت، نؤجل مشاعرنا وكلماتنا للوقت الغير معروف، نخطئ ونطلب الغفران ، ويخطؤا ونرحل ..نؤجل الاعتراف . حتى التضحيات نجعلها تنتظر موقفا آخر لتبسط وجودها.. نؤجل السعادة مع من نحب ، ونبحث عما يلهينا .. نترك كل شيء جميل في حياتنا ، من اجل الفراغ .. بالرغم من أن الاشياء التي تاتي متاخرة لا تعطي ثمارا ولا تجدي نفعا..
أذكر ، امرأة تبنت ولدا وأحبته ، أعطته كل ما تملك، انتظرت ان يطلب روحها لتعطيه اياها ، وفي المقابل كان ينتظر منها الصراخ " لم اعد اتحمل انطباعك هذا يا ابني " ليعذبها أكثر ، الى اليوم الذي جاء أجلها رحمها الله ، وذهبت ، ليجد رسالة كانت قد كتبتها له بعد معرفتها بانها مصابة بمرض خطير ، " اياك يا ابني ان تتعب قلبك بعد ذهابي ، فأنا راضية عنك " .. لم يصدق،تغلغل شعور الندم اليه، وأحس بقيمتها أخيرا .. لكن ما فائدته بعد فوات الأوان؟
كم من صديق أهان صديقه ، ولم يرغب احد منهما الاعتذار من الآخر .
وكم من حبيب جرح مشاعر محبوبته ، وكسرها .. ليأتي الفراق الأبدي (الموت) و في لسانه الف اعتذار لها ، وفي لسانها الف تعبير عن حزنها و عن شوقها.
وكم من احاسيس تنتظر ان نبوح بها ، بينما نحن نعيش التعجرف الذاتي.
أن تتمسك بمن تحب لا يعني انك ستخرب مفاهيم الكرامة والكبرياء ، بل حتى هذه المفاهيم تعتبر جزءا لا يتجزء أمام المحبة والاخلاص ، فلم يكن للكرامة تعريفا يقود الى التهلكة الروحية ولن يكون.
فقط تمسكو بهم ،و قدروا وجودهم ،وأحبوهم، وأخلصو اليهم..فلا وجود لشيء يعوض الفقدان .
-
رحاب اعمارةنكتب، لعل ماكتبناه يشهد لنا يوما.
التعليقات
مقااال رائع .... " - " دام قلمك أختي .
( اتابع كتاباتك بهدوء ،
حقيقة الأمر !!
لم ارى انسانه عاطفيه المشاعر
ومرهفة الإحساس مثلك !!
دمتي متألقة وراقيه بالتوفيق^-^.