سارة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سارة

  نشر في 07 فبراير 2023 .

سارة حلوة ساحرة

سارة نسمة عاطرة

سارة وردة زاهرة

سارة كمان تذكرتها البارحه

الإيقاعُ السريع جدا في وتيرة الأحداث زاد من حيرتي ومن رغبتي في توجيه اللوم على من ألَّفَ قصيدةً بعنوانِ سارة ، و ما يُثِيرُ غيظي هو عدمِ حصولِ القصيدةِ علي الشهرة التي تليق بفتاة مثلها وأكادُ اجزم ان غالبيتكم لم يسمع قط هذه القصيدة وذلك لأني اعرف ان البحث عن سارة كان أمرا يخصني ويشغلني بالشكل الذي يجعلني أدقق وأقلب بين طيات الكتب والروايات ودفاتر الاشعار وفي كلمات الاغاني والقطع الموسيقية واللوحات الفنية ، ولكن علي الاقل حصلت علي اجابة من هذا المؤلف حول المكان الذي يمكن ان أعثر به علي سارة خاصتي ببساطة متناهية ، (بيتها خلف السفوح الضائعة بظلِّ الجبال ، خيامها عند السواقي اللامعه بين التلال ... عند تلك البحيرة التي تعكس الجنة التي في السماء ) ، علي الأقلِّ عرفتُ أني لن أجدُها بسهوله ولن أستيقظَ في الصباح لأكتشفَ فجأةً انها كانت تسكن الحي الذي أسكنه ولن تظهر أمامي فجأةً أو بمحض المصادفه مثلما حدث لجبران خليل جبران عندما توجهَ لزيارةِ أحد اصدقاء والده في بيته وإكتشفَ أن سارة خاصته هي ابنة هذا الرجل ، ( لكل فتى سارة خاصته تظهر على حين غفلة في ربيع حياته وتجعل لانفراده و عزلته معنى شَعِرِيِّاً وتبدلُ وَحشةَ أيامه بالأنس ، وسكينة لياليه بالأنغام و كآبة عقلة بالأوهام ) ، هكذا عثر عليها وببساطة ومبكرا جدا قبل ان يبلغ العشرينات من عمره ، ( كنت في العشرين من عمري أيضا عندما فتح الحب عينيّ بأشعته السحرية الغريبة ، ولمس نفسي لأولِ مرةً بأصابعه الحاخرقة . وكانت كرامةِ سارة ككرامةِ المرأة التي أيقظت روحاً بمحاسنها كانت منطفئة و متبلده ، ومشت أمامي إلى جنة العواطف العُلوية ، سارة هي من علَّمتني عبادة الجمال بجمالها ) ، وأقسمت اني عندما اجد سارة تلك فلن افرِّط فيها مثلما فعل جبران خليل جبران ولن اسمح لها ان تتزوج بغيري وتعيش معه تحت دعوة النصيب والقدر ثم اكتشف كم هي تعيسة وشقية وحزينة لانها تعيش مع رجل ثري لا يقدر قيمتها و جمالها ورقتها و تصبحُ معه بعد سنوات مجردُ وردةٍ ذَبُلَتْ ، وتلقى حتفها في نفس ليلة فرحتها بمولودها الاول الذي مات معها ثم اكتفي بحضور مراسم دفنهما باكيا واعود لأكتبَ عنها قصة الأجنحة المتكسرة ...لن افعل هذا ابدا ، كما انني لن اسمح لابنة الجيران "سارة" الجميلة ان تلقي بي في بحار عيونها الجريئة والمشتعلة بالفرح كلما نظرت الي وجهها المفعم بالحسنِ والنضارة وكنت اظن انها مجرد فتاة مغرمة بصوت أخَّاذ وتقف في نافذتها المقابلة لنافذتِ حجرتي وقد تختفي خلف الستائر المخملية متعمدةُ وصولَ النغم الي مسامعي ، (طل من خلف الستاير يا قمر

انا وردة عايشة من ليلة سهر ... عمري في حبك عدي وفات

يا وردة من ليلة سهر يا عايشة في ضي القمر ... ويا شباكهم ياللي ضايع من عينيا سلامات) ، و اكونُ تحتَ تأثيرِ طلاسِمُكي تائهاً ضائعاً ، لا اشباحِ الأوَّلين ساعَدوني ولا روح العابيرينَ نَجَدوني ، فأجد في نفسي شاعرا قد استيقظ من سباتٍ دامَ طويلاً...

( أحبكِ إذا كنتي تسألين

وإذ ترسمينَ اليماماتَ فوقَ هدوءِ الشجرْ

وإذ تسرقين القمرْ !

وإذ تشربين الثَّرَيا مع الأمنيات ، كرشفةِ شاي

وإذ تحرقين الأجواءَ من حولك

وإذ تغزلينَ المجراتِ فوقَ الورق

وإذ تكرهينَ الأرق

وإذ تٌغازِلينَ بصمتٍ فريد

وإذ تضحكينَ كنجمٍ وحيدْ ...

كحلمٍ توحَّدَ في مُقْلَتيّ عَيْنَيْ ... فهل تضحكين إليّ؟

وهل حبكي لي أفْوَلْ؟

وهل تسأمينَ من الصمتِ في الليل حينَ يطول ؟

وهل تَنْثُرينَ فُتاتَ الكواكب بين السُّدمْ ؟

وهل للوجودِ .. عدم ؟!

هل تشعرين بالندم ؟!

لكني لا أشعر بالألم

وجَدْتُ تنهيداتَ الصباحِ تَزْفِرُ أنفاسُها لي

رأيتُ مهجعَ الأماني ينفجرُ فجأةً بي

نظرتُ للمرآةِ و رأيتُ الماضي قد حَفَرَ بصماتكِ في

اجل أحبكي رغمَ ابتعادُكي الغيرُ معلومُ وجهته

حبُّكي قد همسَ لَكِي أنه قد أنهى مهمته

و لكن لماذا ؟! فحبِّي لم يُنهي رحلته

و حين ألقاكي أراكي في غياهب النسيان

و حين أحكي قصتك لا أشعر بالوقت ولا بالزمان.)

هكذا كنتُ مع نفسي ... لستُ متأكداً ولا متيقِّناً لكني مؤمن ... و هل من ضامن ؟! ، و من غرائب جارتنا الجميلة أني لم اكن اعلم انها تحبني كما احبها بهذا القدر الا في الليلة التي سبقت حفل عُرسها كانت تقف في النافذة المقابلة لي تنظر نحوي بشغفٍ عجيب والدموع تملأُ وجْهِها وخَدُّها وستائرُ نافذتِها ،

ولم تتوقف إلا بعد أن جَذَبتْها أُخْتُها بشده للداخل ثم نظرت لي بغضب و أغلقتت النافذة بعنفٍ في وجهي...

Written by : Abdalla Algarabawy 



   نشر في 07 فبراير 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا