لكل منا طريقته في التعامل مع أنينه الخاص؛
منا من يمرره مع الحبر إلى الورق ليتحدر إلى كلمات تنتزع تعبه العالق في مكان غير مرئي هو الروح. .
ومنا من يسيله دمعا يطفئ به لظى الحر الذي يتأجج بداخله..
ومنا من يغرقه في بحر المشاغل والمسؤوليات حتى لا تطفو منه إلا ندوب خفيفة في نياط القلب . .
أما خيرنا على الإطلاق، فذلك الذي يتقاسم مع الغير رغيف ألمهم، فتجده متحدا مع مآسيهم ليهون عليه همه.. لسان حاله يقول : أخرج من ذاتك و لتعش للآخرين! لتفك العزلة ولتنسلخ من الأنا التي تلتهم كل شيء ويعلو صوتها البشع الذي يصم آذانك عن الحقيقة؛ حقيقة ماهية خلقك؛ وأنك مستخلف في الأرض،وأنك جندي اختار حمل الأمانة واختار تحمل تبعاتها.
صوت الأنا يحاول إلهاءك عن واجبك السامي؛ يربك حواسك عندما يريك التماعة ضوء في آخر الطريق إلى أناك المتضخمة، حتى إذا أطعته واتبعت ذلك الطريق ضل سعيك و شقيت ..أما إذا عصيته وتجاهلت نداءه الملح فحتما ستسعد ..
ستسعد إذا أنكرت ذاتك قليلا ولم تعش لها وحدها تطعمها الخيلاء والكبر حتى تهلكك!!
إنك أسمى من أن تكون أنت وكفى!! أنت ومن بعدك الطوفان!!
فالإنسان الذي يتغاضى عن أحداث حياته ليعيش حياة الناس يهون عليه ألمه ويصغر في نظره. .دع عنك "نفسي نفسي" والتحم مع مصائب الناس، وعالج بليتك بدفع بليتهم وتخفيف معاناتهم ..ثم انظر بعدها كيف ستجني ثمار السعادة مع ابتسامات الآخرين، وتقطف الرضا من نظرات امتنانهم، وانظر كيف ستنسرب همومك مع نهر الحياة الجاري.
-
عائشة إبراهيم"إذا تمَّ العقل نقص الكلام"