... وكي لا تخنقني الذاكرة حاولت تجريدها من الحياة فألبستها الأسود وربطتها بالحلم الذي يراودني في سواد الليل ...
سواد في سواد .......
لا أذكر تفاصيل الحلم جيدا،
أتذكر طيفا له ...
أتذكر شعورا يفزعني، يهزني، يمنعني من تجاوز محطته ...
يأسرني خلف قضبان سطوته، يشد بقوة تارة ويرخي طوال الوقت ...
ان شد قاومت وهربت، وان ارخى ذبلت وتحسست طيفه بين كل طيف، في كل نسمة، كلما مر بي عطر رجالي تتجاوزه حواسي ولا تتذكر سوى عطره ...
تذكرني به دقائق الساعة، موعد الغذاء، صوت الطائرة، الطائرة، الغضب، الضعف وأحلامي ........
أذبل ...
كورود الربيع آخر أيار، أذبل والوقت قد نفذ منا، وقراراتنا لا تسعف أيا منا وطريقنا كسكة حديدية لها شبه بداية وتستمر الى اللامنتهى، تسير عليها قطارات البخار رويدا رويدا، تتناهى الى الغيوم رفقة دخانها أفكارنا ، تلتقي سماء وتمطر أحلاما تراودنا مساء ....
أو ربماتراودني فقط ....
لا نتوقف عادةعند المحطات ...
ام أنني أتوقف ؟
أتوقف، اراقب الركاب، قادم وذاهب، سعيد وشقي، عاشق وباحث عن العشق .... وأنا غير الجميع لا أنتمي الى أي من ذلك ... فوضى فقط تعمني، حلم غامض يسكنني، صافرة القطار توقظني فأتذكر الدرب الطويل الذي ينتظرني فأركض ...
أركض بحثا عن النهاية...خوفا من النهاية
أخاف من النهاية ومن نقطة لا عودة للسطر بعدها،
الا أنك وضعت الكثير من النقط داخل تلك الصفحة وكنتُ في كل مرة أعود للسطر فيها أتركه مفتوحا، باردا ربما و لا يحتمل التتمة لكن مفتوحا، كنت تأتي و تتمه ببراعة ثم تضع عند آخره نقطةصاخبة...
لا لشيء سوى لأنك كنت تعرف يقينا أني لا أحب النقاط الصاخبة...