حب من أول مشفى
مثل الواقف بحيرة مدوية خلفي سكاكين وقدامي حقل ألغام
نشر في 14 يونيو 2015 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
لما دخلنا عا مجمع للعيادة النفسية شعرت انو روحي بأمان .. خصوصا اني قبل يومين ما كنت بعرف النوم .. سألتني الطبيبة احكيلي شو وجعك ؟ وقتها ابتسمت وجاوبتها : عم اتوجع من اشياء كثيرة وكلها مقدور عليها .. لكن وجع الأمورة اللي معي هوي سبب زيارتنا لعندك ..
ردت وقالت ما بيمنع انك تخضع لكم جلسة معها حتى تتعاون معنا ونشوف كيف نقدر نساعدها .. وتابعت حديثها انا بعرف حرصك عليها ... والممرضات خبروني انك مرافقها بكل مكان .. انا متأكدة ومتفهمة انك خايف عليها .. بس ما بدنياك تمرض وتصيرو انتو التنين مقيمين بمشفى، أو زوار عيادات نفسية .
جاوبتها، اﻻدوية قاسية وعم تدوخ وتفقد توازنها ، ما بقدر اتركها ، سبق وجربت خليها تعتمد على نفسها ، لكن كانت النتيجة بتخوف ، وضليت مرعوب من وقتها . عندي اسباب كثيرة ، مثلا اذا طلعنا مع بعص ومرينا بمكان مزدحم ، خصوصا نحن التنين بعدنا جداد عا هالمدينة وهون بألمانيا ازغر شارع بدو خريطة .. اذا واحد منا غلبط بالطريق بتكون النتيجة صعب نلاقي بعضنا ..اقتنعت الطبيبة وطلبت مني انتبه عا حالي مشان ما اتعب .
بعد اسبوعين كان عنا موعد اعتيادي عند الطبيبة ، لكن قبل الموعد بيوم تعبت زوجتي نتيجة تبديل اﻻدوية ، صار معها عوارض جانبية .. حسب ما فهمت منها . اضطرينا نتصل بالاسعاف .. حملت الشنتا تبعي بعد ما حطيت فيها كل اﻻدوية والتقارير الطبية .
بالمشفى عطيتهن هواتف العيادات الليلية واﻻطباء ، من بينهن الطبيبة اللي زرناها قبل اسبوعين،ﻷنها بتعرف بشكل كبير وضع زوجتي .. بطبيعة الحال عملو هواتف مع الكل .. وكمان دخلوا عبر الكومبيوتر عالملف الطبي الخاص بمشفى " ماكس بلانك " تبين معهن في تغيير سلبي بفترة اقل من اربع شهور من مغادرة المشفى والدم عم يتحول الى سائل مفكك ..
كانت غافية ، وفجأة صارت تحكي مثل لما كنا زغار كلام غير مترابط ، لكن بنفس الوقت الكلام بيودي عا حكاية اصل الوجع . اصل الخوف اللي بلش عندها ... لما هي انسجنت بسبب سياسي ... وطلعت بعد ما صارت بعالم اسود .. وصلت لهل البلد بطريقة اقرب لمعجزة محفوفة بألف تقرير امني ورعب .
استمر هيدا الوضع للحظة وصلتني اشارة من خيّها بأنها صارت بالطيارة وبعد اربع ساعات بتصل لعندي .
سألتني الممرضة شو عم تحكي ممكن تترجم ؟؟ قلتلا : مشتاقة ﻷهلها .. عم تتذكر قصة وجعها .. الممرضة بالصدفة كانت تركية ولأني بحكي تركي قدرت وصل فكرتي بدون اي حواجز لغوية .. كتبت المشرفة تقرير للطبيب المختص وانا وقتها كنت عم اتفكك من جوات روحي .
- كثروا حوالينا دبابير من كل صوب .. وصرت مثل الواقف بحيرة مدوية خلفي سكاكين وقدامي حقل ألغام ... ما بعرف يمكن رح ارجع لورا كثير .. من وقت ما انغرز بظهري أول سكين .
شفابينغ:إبريل
النص باللهجة السورية