ما أكثر الخيانة يا صديقى! و ما أسوءها اذا كانت من أقرب الناس اليك!
لقد تغيرت شخصيتك كثيرا يا صديقى..أعرف أن هذا انما هو من أثر الصدمات المتتالية ومن أثر ما مررت به من الصعوبات.
أعرف أنك قد عانيت كثيرا ..ثم كنت تنهض فى كل مرة ..أعرف كذلك أنك كنت تواجه الكثير من مشاكلك وحدك وأنك فى كل مرة كنت تتغلب على هؤلاء الخائنين الحاقدين...
ولكن ..إن من أكثر ما أحزننى و فطر قلبى عليك هو أن تتلقى هذه الصدمات من المقربين إليك..أن تعرف معنى الخيانة من الأقرباء إلى قلبك..أن تتذوق طعم الألم حقا ممن كنت ترغب فى أن تذيقهم طعم السعادة.
ولكن لماذا كل هذا ؟! لقد عرفتك طيب القلب ، برئ النية ، فلماذا قوبلت هذه البراءة بهذه الخيانة ؟ لماذا تسبب لك هؤلاء فى كل هذا الكم من الحزن ؟ أهذا لأنك كنت تأمن الجميع على أسرارك ؟ أم لأنك لم تكن تتوقع فساد النفوس هذا الذى تراه فيمن حولك ؟
أعلم جيدا يا صديقى أنك كنت تريق الدموع فى أوقات طويلة من الليل ، بل أعلم كذلك أنك كنت تتجرع الغصص فى كل ليل و نهار..والويل كل الويل لمن تسبب لك بهذا الشقاء !
أعلم أنك كنت تقضى أوقات طويلة تفكر فى ألمك المتواصل، حتى يرهقك التفكير ،ويسلمك إلى نوم مؤذى.
أعرف أنك كنت تشعر بالوحدة والوحشة رغم كثرة الناس حولك ، ولكن ..ما أكثر الناس,,وما أندر الإنسان !
أعلم أنك قد عرفت كل معانى التخلى و الخذلان,,أن يتخلى عنك أقرب الناس إليك فى أشد أوقات احتياجك لهم...
لقد علمت كذلك أنك كنت تدعو الله فى كل ليلة ، وتتقرب إليه بالدعاء والصلاة ..تدعوه أن ينتشلك من بحر أحزانك، و أن يعينك على مصائب الحياة ..
وكم من مرة قد نهضت بعد السقوط ، ونفضت التراب من على نفسك ! وكم من مرة قد أقسمت بأن تعود أقوى و أصلب ! لقد كنت ترى دوما نجاحك الباهر لا يهتم به أحد بل يهاجمونك من أجل تحطيمك و تثبيط عزيمتك !
ولكن رغم ألمك الشديد ، وحزنك العميق ، وصمتك المتواصل ..حان الوقت لتعلم أن القوة و الإرادة إنما هى تنبعث منك أنت لا من أى شخص اخر، وأن ربك لن يتركك وحيدا حتى وإن تخلى عنك العالم ..وأنك يا صديقى كنت دائما قوى النفس، صلب الإرادة ، متحلى بالعزيمة وإنك لا تزال تتمتع بهذه الصفات التى تخلق النجاح ..فاستمر !
التعليقات
مقال واقعي جدا موفقة في اختياره ... تحياتي وتقديري لك