السر الإنجليزي
تجربتي الشخصية
نشر في 17 شتنبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لا يخفى على أحد أهمية اللغة الإنجليزية في عالم اليوم.
أصبح الجهل باللغة الإنجليزية بمثابة عائق ضخم يحجب عنك فرص هائلة للتعلم الذاتي واكتساب الخبرات والمعارف وتغيير حياتك للأفضل.
أنت بالتأكيد تعرف هذا الكلام ولعلي أضيع وقتي بإعادة كتابته (وربما أضيع وقتك أنت أيضا بإعادة قرائته، أنا اَسفة).
اسمح لي أن أضيف أن هناك عشرات المصادر المتنوعة والهائلة لتعلم الإنجليزية، أصبحت منشورات الكورسات والمواقع والمقالات التعليمية متواجدة في كل مكان... وهي في مجملها وسائل جيدة وممتازة لتبدأ تعلم اللغة.
لكنني شخصيا وجدت مشكلة كبيرة وأجزم أن الكثيرين يواجهونها أيضا. معظمنا تلقى قدرا من مبادئ اللغة الإنجليزية في المدارس، وأيضا تعلم قدرا اَخر من المحتوى الإنجليزي الذي يظهر لنا دائما على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا يعني أن عددا كبيرا منا لديه مستوى لابأس به أو متوسط في اللغة، مستوى يمكنه من إجراء محادثات بسيطة في مواضيع عامة متنوعة... ليس بشكل احترافي طبعا أو متقن لكنه مستوى لا بأس به (وقد كان هذا حالي لسنوات).
لو قرر شخص ذو مستوى متوسط أن يبدأ تحسين لغته، سيقوم ببساطة بفتح موقع تعليمي ما أو فيديو لتعلم الإنجليزية على موقع يوتيوب.
حسنا، هيا نبدأ!!
نفتح الصفحة الأولى، أو نبدأ بمشاهدة الفيديو الأول من الكورس الذي اخترناه...
طريقة الشرح جيدة جدا، سرعة الفيديو أيضا مناسبة، مستوى الصوت، وضوح الصورة... كل شيئ مثالي، ولكن !!
الفيديو الأول: الضمائر
الفيديو الثاني: عبارات التحية
الفيديو الثالث: أيام الأسبوع بالإنجليزية
يخطر ببالك أن تختصر الوقت والمجهود، تتخطى الفيديوهات الأولى وتتوجه مثلا نحو الفيديو الخامس عشر... لتجده بعنوان: الماضي البسيط والماضي المركب.
هل أدركت المشكلة؟
المشكلة هي أن المصادر المتاحة لتعلم اللغة معظمها موجه أساسا للمستوى المبتدئ، أي لأشخاص سيلتقون أول مرة وجها لوجه مع اللغة الإنجليزية.
ولكن بالنسبة لي أنا -كشخص متوسط المستوى- لا أحتاج لأتعلم من جديد الضمائر والأرقام والأيام والألوان والقواعد بالإنجليزية... لأنني ببساطة أعرفها منذ زمن طويل. لذلك أصاب بالملل والإحباط من هذه الدروس بسرعة ولا أستطيع متابعة التعلم.
ما أحتاجه هو أن تعلم التواصل بالإنجليزية بطلاقة، وتقوية رصيدي اللغوي بشكل يجعلني قادرة على فهم المقالات والمصادر التعليمية التي من أجلها أردت أن أتعلم الإنجليزية أساسا.
أريد أن أتابع موقع Quora بدون صعوبات
أريد أن أشاهد كورسات في المجالات التي أحبها في مواقع Coursera وKhan Academy (مع معدل أقل لعدد المرات التي أتوقف فيها كل مرة لأبحث عن ترجمة ما يقولونه)
بحثت عن طرق عملية مختلفة لأطور بها لغتي الإنجليزية، جربت وسائل جديدة ولاحظت تقدما ملموسا... أكثر مما كنت أتصور.
إحدى تلك الطرق شكلت فرقا هائلا بالفعل، ونتيجتها كانت مذهلة بالنسبة لي. إذ لم أكن أتخيل أن أصل يوما إلى مستوى التفكير بالإنجليزية وكأنها لغتي الأصلية. هذه الطريقة تصلح أكثر لتطوير اللغة لذوي المستوى المتوسط وليس لتعلم اللغة من الصفر أو للمبتدئين (لكن لا مانع من تجربتها حتى بالنسبة لهم).
الطريقة مستمدة من فكرة سمعناها مرارا وتكرارا، وهي أن نتعلم أي لغة جديدة بنفس الطريقة التي تعلمنا بها لغتنا الأم، أي التعرض المستمر لها والاستماع لها بكثرة إلى أن نبدأ بالتقاط الكلمات والعبارات شيئا فشيئا كما يفعل الأطفال تماما.
لكننا للأسف لا نعيش في لندن أو نيويورك لتتاح لنا الفرصة للاستماع للغة بشكل مستمر وممارستها مع المتحدثين الأصليين.. نحن لا نعيش في بيئة إنجليزية، لكن يمكننا خلقها بأنفسنا. يمكن تحقيق هذا الأمر بعدة طرق، ولكن بالنسبة لي كان الحل هو إيجاد بيئة افتراضية إنجليزية، أو بعبارة أخرى حساب جديد على أحد مواقع التواصل (فيسبوك غالبا).
ماعليك فعله هو فتح حساب فيسبوك جديد، ولكن على شرط أن يكون مختلفا تماما عن حسابك الأصلي.
أنشئ حسابا باللغة الإنجليزية، مخصص فقط لممارسة الإنجليزية، قم من خلاله بتسجيل الاعجاب فقط بالصفحات الناطقة بالإنجليزية، قم بالمشاركة فيها والتعليق على منشوراتهم بالإنجليزية، تفاعل هناك مع الناس المتحدثين بالإنجليزية وشاركهم بدون تردد حتى ولو بتعليقات بسيطة، سيؤدي ذلك إلى التعرف على عدد منهم...
أجري معهم محادثات ولا تخف من الخطأ، فلا أحد يتعلم من دون أخطاء، واستفد منهم لتصحيح أخطائك وتطوير لغتك، ونفس الشيئ بالنسبة لمنصة يوتيوب مثلا، يجب أن تخصص حسابك على الموقع بالكامل للفيديوهات الإنجليزية ومتابعتها كلما أتيحت لك الفرصة.
يمكن تطبيق الامر على أي شبكة تواصل اجتماعي أخرى.
الفكرة هنا هي أنك ما دمت لا تعيش في مكان إنجليزي، إخلق بيئة انجليزية بنفسك حتى لو كانت افتراضية.
بالمداومة على هذا لفترة 3-6 أشهر، ستلاحظ فرقا هائلا. فوائد هذه الطريقة لا تقتصر على تعلم كلمات وعبارات وجديدة وممارسة اللغة مع المتحدثين الأصليين، بل أيضا تقودك تدريجيا إلى التفكير بالكلمات الإنجليزية بدل العربية طالما أنك متواجد على حسابك الإنجليزي بفيسبوك أو يوتيوب.
طبعا لابد من الإشارة الى إختيار صفحات ملائمة وكذلك اختيار أشخاص مناسبين لمتابعتهم والتواصل معهم، وتجنب الصفحات التافهة (هناك صفحات إنجليزية كثيرة بمثل تفاهة عدد من الصفحات العربية أو أكثر) التي لن تفيدك بشيئ.
-
شيماء عبد السلامفتاة غير عادية، تعيش حياة عادية
التعليقات
هذا هو الأمر الصعب
مقالك جميل ومفيد جدا
شكرا و دمتي بخير
وبالنسبة لي فتح لي طريق جديد بالفعل لتعلم اللغه الانجليزية
بجد شكراا.