بالأمس انتهيت ورفاقي من كتابة رغباتنا التخصصية بموقع وزارة الصحة ..و انتصرت قرارت الوزارة انتصارا وقتيا ظالما علينا ...
اليوم أشعر بفقدان الأمل في أوج قوته ...
حتي أنني لم استطع النهوض من فراشي ..
كم مرة تعرضنا لخيبات الأمل ..وانتصرت علينا قرارت الكبار وصانعي القرار ممن يتحدونك في اختيارك لذاتك ولحلمك ...
أشعر بخيبة وكسرة وانهيار داخلي لكل أحلامي ...
فمنذ الأمس وأنا أعيش حالة من الاحباط واليأس ..واحساس بالقهر والتعسف تجاه شباب الأطباء نحو إجبارنا علي أشياء لا نحبها ...
بل إنها سمة المجتمع كله بأن ينظر للطبيب وكأنما لابد من طحنه وكبته ..وكأنما خلق ليلبي حاجة غيره دونما أن يكون له أي حق نحو ذاته...
الآن أبكي علي سنوات عمري الطويلة التي ضاعت ولا زالت تضيع إزاء الطب وإزاء قرارات ظالمة تخطوها جرة قلم ...
جرة قلم قادرة لأن تنسال دموعك بكاء حسرة وقهرا علي مستقبلك الذي يتلاعب به الجهلاء من صانعي القرار...
وكأنما صار ذنبا لأن تصبح طبيبا ..
فماذا عن كل الليال المظلمة التي عشناها..
ماذا عن كل القلق والتعب النفسي والجسدي .. ماذا عن الأحلام والقرارات المؤجلة لأجل الطب.....
إن نظرت الي حياتي وجدت أنني قضيت أكثر من ثلثيها في قلق وضغط نفسي ..واختبارات لا منتهية ...
ولا أخفيك ليالي لا منتهية من السواد والخوف ...
الآن دموعي تنساب وتنهال ولا ذنب لي ..
أنا بحاجة لأبي الآن بحثت عنه في معاركي السابقة والآن أبحث.. فلا أجد سوي صدي صوت الماضي ...
وودت لو كان معي الآن.. لكان وقع آلامي خفيفا أكثر ...
إنما آلامي النفسية تتفاقم يوما بعد يوم وبداخلي كسرة أمل تتزايد ...
وانهيار داخلي علي أحلامي طيلة سنوات ..فأجيد اخفاءها وعلاجها بذاتي ..نعم فأنا بارعة في ذلك....
الحقيقة أن جيلنا يعاني وبشدة رغم تلك الصورة الجذابة دوما من الرفاهية الكاذبة ..
و بلدنا تتفاني وبشدة في كسر نفوسنا وتهجيرنا بسبب تعنت متصنعي القرار ..
إن سألت أحد الكبار سيخبرك بأنه كان يعاني أكثر وأننا شباب مرفه لأقصي درجة ...
ولكن لا أحد يعلم كم دفعت من أعصابك وكم سهرت وكم كلفك الأمر حتي تصل ...
السبب لم يكن أبدا بأيدينا وإنما هي ظروف حياتنا الآن التي هي مزدحمة الآن ...المكدسة باللامشاعر ..واللارحمة....
كل شئ احتاج عناء وصراع ومجازفة وتنافس علي كل الفرص الضئيلة جدا ...
كل شئ صعب وبشدة بالغة ..
كل حقوقك البسيطة مهدورة ومهضومة دوما ودورك بأن تبقي تقاوم وتحارب لتحصل عليها .. لاشئ سهل أبدا....
ولكي توجد لا بد أن تحترق حرفيا ويتناثر بقاياك وتتفحم ...
فالحياة الآن أشبه بصراع مرير .. لا أحد ينجو منه ولكننا نقاوم ...
نقاوم ونحمل عبء تعنت متصنعي القرار .. قرار الاختيار ...قرار أن نعيش حقوقنا...
إذا أحلامنا ليست لنا .. وتعبنا ليس لنا إنما يذهب هباء علي الأوراق دوما.. وبجرات القلم ...
فماذا فعلنا كي تسحب الأمال منا عنوة .. ولنحتمل فشل غيرنا وسوء تخطيطه وجهله ...
ولكن يبقي الأمل دوما ...
فاليوم اجتمعت لجنة الصحة بالبرلمان بقرارات داعمة لنا في انتظار بصيص أمل جديد يضئ لنا كل عتمة عشناها ... في انتظار قرارات عادلة .. وفي انتظار انتصار ولو ضئيل جدا ...
لا أعرف الي أين سأمضي بعد خطوة واحدة من الآن.. ولا أريد المسير نحو أي شئ ...
ولكن سيبقي الأمل في الله الذي لا يرتضي ظلما ولا قهرا لعبد لينتصر لنا دوما ...
سيبقي الأمل في الله يقينا ثابتا لا يهزمه تعنت المتعنتون ولا ظلمهم ..ولا ظلامهم......
بقلمي: إيمان فايد
طبيبة بشرية
الأربعاء : 26 مايو 2021
-
Eman Fayed5Th Year Medical Student..Faculty Of Medicine ..Tanta University..Egypt writtting..reading❤️❤️ Article Writter..veto gate..