عيب !! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عيب !!

  نشر في 10 شتنبر 2016 .

( لقد وجدناك أمام باب جامع . )

هكذا قالتها لي أمي و هي تضحك عندما سألتها (انا جيت ازاي ؟!) عندما كنت طفلاً , هذه الإجابه رغم أنها بدت بسيطة و مضحكة بالنسبة لأمي إلا أنها سبّبت لي إضطراباً لفترة من الوقت لأني أخذتها على محمل الجد , فأخذت أفكّر : هل هذا معناه أنها ليست أمي ! من تركني أمام باب الجامع و ذهب ! هل لدي أسرة أخرى غير أسرتي التي أعرفها!


(كيف أتيت للدنيا؟)

سؤال دائماً يسأله الأطفال و هم يتوقّعون منا إجابات ترضيهم لأنهم ينظرون لنا –الكبار- أننا نعرف كل شيء , لكن للأسف تأتي الإجابات في أغلبها باهتة مخيّبة لتوقّعاتهم من قبيل (لقد وجدناك أمام باب المنزل) أو (لقد إستيقظنا من النوم فوجدناك) , و هذه الإجابات رغم أننا نعتبرها بسيطة و مضحكة إلا أنها لا ترضي فضول الأطفال و تدخلهم في دوامة من الشكوك .

لا جدال أن هذا السؤال يصعب إجابة الطفل عليه , فأنت لا تريد أن تَرُد الطفل خائباً و في الوقت ذاته لا تريد أن تستفيض معه في تفاصيل لا تناسب سنه , و لقد بحثتُ كثيراً في هذا الأمر فلم أجد إجابة نموذجية لهذا السؤال و لكني توصّلت لبعض المبادئ التي سأتّبعها من أبنائي في المستقبل – إن شاء الله – , و هي :


عدم الاندهاش

الكثير من الآباء و الأمهات يتعجّبون عندما يسأل طفلهم هذا السؤال فيصيحون فيه (عيب ! كيف تسأل هذا السؤال!) و كأن الطفل قد إرتكب جرماً , و يعتبرون هذا السؤال علامة على إنحراف طفلهم و سوء سلوكه .

لا أعلم سبب إندهاش الأهالي من هذا السؤال , فالإنسان إذا إستيقظ من نومه و وجد نفسه في مكان غريب بالتأكيد سيتساءل (كيف أتيت هنا؟) , نفس الأمر بالنسبة للطفل , هو يريد أن يعرف كيف أتي للدنيا و هو سؤال منطقي , فلا داعي للإندهاش.

إحتياط الاب و الام

أحد الأسباب الرئيسية لأسئلة الأطفال المحرجة هي رؤية الطفل لأبويه أثناء علاقتهما الحميمية و هو ما يفتح باب للتساؤلات لديه كما أنه قد يعتقد خطأً أنه والده يؤذي والدته أو شيء من هذا القبيل , لذلك يجب أن يحتاط الأبوان أثناء علاقتهما.

الإجابة على قدر السؤال

في الغالب عندما يطلب أحد أصدقئنا المشورة في أمر ما نستفيض في إجابته و نخبره بكل ما نعلم عن هذا الأمر , لكن الأمر مختلف هنا , فنحن نريد أن نعطي للطفل ما يشبع فضوله فقط دون الدخول في تفاصيل لا تناسب سنه و لن نستطيع شرحها لها , لذلك فلا داعي للإسهاب في الإجابة على السؤال .

إسمع قبل أن تتحدث

هذه النقطة لا تتعلق فقط بالإجابة على الطفل بل هو مبدأ عام يمكن تطبيقه حتى مع الكبار , أن تسمع كل كلامه قبل أن تبدأ في الإجابة هو أمر هام فربما يتضمن كلامه مفتاح لإجابتك عليه .

البعد عن الخرافات

في أحد حلقات مسلسل (راجل و 6 ستات) سألت الطفلة أمها هذا السؤال (ماما أنا جيت إزاي؟) فقالت أمها (إني وضعت بعضاً من السكر أسفل السجّادة و عندما إستيقظنا وجدناكِ تحتها) , فما كان من الطفلة إلا أن إنتظرت حتى نامت والدتها و قامت بوضع بعض السكر أسفل السجادة , و بالطبع عندما نظرت أسفلها اليوم التالي لم تجد طفلاً لكن وجدت نملاً.

فلا داعي لمثل هذه الإجابات الخرافية لأن الطفل لن يقتنع بها إلا بعد أن يجرّبها , و بالطبع سيجد أن هذه الأمور التي أخبره بها والداه ليست صحيحة فسيفقد الثقة فيهما و لن يسألهما مجدداً عن أي شيء لكن سيتجه للإنترنت و ما أدراك ما الإنترنت في هذا العمر الصغير !

الصفقة

كثيراً ما يثقل الطفل كاهل أبويه بالأسئلة التي تأخذ وقتاً طويلاً للشرح أو ربما لم يستعد الأبوان لهذا السيل ما الأسئلة , فإذا قاما بعدم الرد عليه ربما يحزنه هذا فيقرر ألا يسألهما ثانيةً , فالأفضل هنا أن يلجأ الأبوان لحل وسط : فيتفقان معه أن جيبا على بعض أسئلته اليوم في مقابل أن يؤجّل باقي الأسئلة ليومٍ آخر .

علاقة صداقة

الطفل دائماً ما ينظر لأبويه أنهما الأفضل في العالم و هذا يظهر في تقليده لهما في كل شيء , فيجدر بنا أن نقوّي هذه العلاقة بحيث تصير علاقة صداقة بين الآباء و أبنائهم , فبدلاً من أن يلجأ الطفل لأصدقائه ليستشيرهم في أموره الشخصية , يستشير أبويه.


و هذه سلسلة فيديوهات تتحدث فيها الدكتورة هبه قطب عن كيفية الرد على أسئلة الأطفال المحرجة لمن أراد الإستزادة في هذا الأمر

و خلاصة القول : إن الإستعداد للزواج لا يعني فقط إعداد بيت الزوجية و حفل العُرس و ما إلى ذلك , لكن ينبغي أيضاً التخطيط لما بعد ذلك ألا و هو تربية الأطفال .


  • 31

  • عمرو يسري
    مهندس مصري يهتم بقراءة التاريخ وسِيَر القدماء. أرى أن تغيير الحاضر، والانطلاق نحو المستقبل يبدأ من فهم الماضي.
   نشر في 10 شتنبر 2016 .

التعليقات

ايناس مهدي منذ 7 سنة
مقالك مفيد جدا ياعمرو و هذا ليس بجديد عليك الله يسعدك
1
عمرو يسري
شكرا ايناس لمرورك و تعليقك الجميل
خديجة منذ 7 سنة
أعجبني الموضوع و طريقة طرحك له، مهمّ جدّا أن يتثقّف الشّاب و الشّابة قبل الإقبال على الزواج في مسألة تربية الأولاد.لأنّنا لم نُخلق أمّهات و لا آباء بل هي وظيفة يجب أن نتقنها إذا أردنا جيلا صالحا بالمعنى العميق لهذه الكلمة، و الإتقان لا يأتي إلاّ بعد بحث جادّ و بالتّالي سنحصد ما زرعنا من بذور المعرفة الحقيقية في هذا الموضوع و بالطّبع سنسعد بهذا الحصاد الجميل ..و مثلك يا عمرو نريد أن يكون شبابنا..شكرا لك على الطرح الجميل
2
عمرو يسري
شكرا كثيرا لتعليقك الكريم الذي أسعدني
شكرا استاذ عمرو على هذا المقال الطيب ,,, نحاول جميعا المشاركة بالاصلاح و كل حسب طريقته و ما يرى ,,, و نتمنى ان نرى الجميع على خير ,,, تحياتي و احتراماتي
1
عمرو يسري
شكرا استاذ اسماعيل على تعليقك الكريم
مقال مفيد لكل اب وام ..... شكرا
1
عمرو يسري
شكرا لردك الكريم

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا