لا يَخفى على أحدٍ أن شهر رمضان هذا العام مختلفٌ عن سابقه والعالم يواجه هذا الوباء الشديد ، وبيوتُ اللهِ أُغلِقَت أبوابُها خوفاً من انتشار العدوى .
ولكنه رمضان يا سادة !
شهر الصيام الذي لطالما تهادت أرواحنا احتفالا بقدومه ، وبرزت تفاصيل الفرحة لأجله في كل شارع وفي كل بيت ، وتعالت معه اصوات تلاوة القرآن والصلاة ودموع المصلين من كل مسجد .
ومهما تحدثنا عن فضائله لا تتسع لذلك الكلمات !
وكم يُدمي الفؤاد سماع أذان ( ألا صلوا في بيوتكم ألا صلوا في رحالكم ) !
ولا يكاد عقلي يستوعب الأمر كليةً !
أ يعقلُ ان أظل استمع لهذا الأذان في شهر رمضان ؟! هل حقاً لن يكون هناك صلاة تراويح ؟!
ولكن ..
قدوم هذا الشهر الكريم يجعلني أشعر وكأنه بشارةٌ لاقترابِ فرجِ الله وكأنه الإشراقةُ بعد نفقٍ مظلمٍ !
كأنه الضوءُ الذي يبصرُ معانداً في باطن عتمةٍ حالكةٍ طارداً لكل خوفٍ وكل حزنٍ ، حاملاً رحماتٍ وبركاتٍ من ربِ العالمين .
كأنه طوق النجاة الذي يُلقى به الله - سبحانه وتعالى - إلينا لننعم ببعض السلام والسكينة والمحبة .
لعله كما أُنزِلَ به القرآنُ الكريم ليهدي اللهُ الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويشفي ما في صدورهم ،
يكونُ فيه شفاءً لكل مريض ويرفع الله عنا الوباء والبلاء .
فأقبل يا رمضان لقد اشتقنا !
اشتاقت أرواحنا المتهالكة و عقولنا المُنهكة واجسادنا الخاملة وأحلامنا البائسة ليدب فينا الأملُ والحياةُ من جديد مع نفحاتِك أيها الشهر العظيم .
لازالت قلوبنا تنبض اغتباطاً لقدوم شهر رمضان ، ناسيةً كل ما يحدث ، مستبشرةً بالخير والعفو والكرم والشفاء من عند الله الكريم اللطيف الخبير 💕
لعلنا نستفيق من غيبوبتنا وننهض من ركودنا ونرتقي بأفعالنا ونسعى للتطهر من ذنوبنا ونمد يدنا بالخير لكل محتاج !
اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين آمنين مطمئنين 💕
#هاجر_عوض