مَحْجُوز ~
النهاية ||
نشر في 17 يونيو 2015 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
تماماً كأؤلئك الذين متعوا أعينهم و أنفسهم بكل شيء فأصبح لاشيء أمامهم و لاشيء خلفهم , تدور هي و ليس لعقارب الساعة شأنٌ بدوارنها , تكتسب روحها بعد كل منوال كهذا وجعاً يشابه تورم أطراف راقصة بالية مبتدئة , و تكتسي أيامها حُلة أوراق الخريف الجافة و تلبد السماء في يوٍم يكاد ينفجر فيه قلب الغيم ليبوح بما دام كتمانه عاماً بأكمله , لكنها سُرعان ما تنهض مجمعة شمل أنفاسها المتباعدة و أنغام دفها المتمادية , مُلقيةً بالذي كان متعهدة للذي سيكون , تُهذب روحها هويناً هوينا تهدهد لأمنياتها السامية المركولة منذ زمن لتعلمها كيف تجتاز تلك العارضة و تبلغ المرمى لتتحقق , و تردد على مسمعها كلمات في كل صباح لا يمكن لعلماء الكون حل شفيرتها حينما تتكاسل عن رفع الغطاء عنها فتُشرق بنصف عينٍ , تقذف في نفسها حيوية الخمس دقائق بعد ضبظ ساعة المنبه , تمتمات يومها محفوظة في دهليز ذَاكرتها العتية , تُساير الوقت كي يمضي مترفعة عن التفكير بأشقاء قلبها الأوائل الذين أنهكوه تعذيباً بتصرفاتهم الجاهلية و التجاهلية , تتمرد على خطواتها الثقيلة و شهقاتها الهزيلة تتنهد بعمق ترسبات ذكريات ماضيها على قلبها المثقوب , تقف أمام المرآة معلنةً بداية النهاية لكل الخيبات التي نالتها تقديراً على صدق مشاعرها, و تبدأ بالغناء على نهج كلمة عابرة مرت ببالها , لتشعر بأن ذاك الإحساس الندي الذي كان يُصيبها بتأجج جوارحها كحقنة مُنحت لمدمنٍ قد فقد لذته عند تكرار نفس المشهد و لِتدرك بأن تفاعلها بشراهة قِبال الأشياء قد أصابها بوعكة الوهم , و أن ما تحياه الآن سبب لما سيحدث و ليس نتيجة لما حدث , هي واحدة من بين آلاف البشر التي استطاعت أن تقوى على تحايل الواقع و تآمر قوى الصداقة و الحب عليها , هي واحدة من بين غياهب الصمت نطقت لتُعلن بأنها قد اكتفت بنفسها صديقةً وحبيبةً , و لتكشف عن خبايا عمرها الماضي بقول واحد " الأماكن الفارغة في قلب من تحب ليست ملكك إنما هي كتلك المقاعد الرئيسيـة في صالة سينما اتسقت بلافتة بيضاء مكتوبٌ عليها بخطٍ عريض محجوز "