بعض من الغموض
الغموض أحيانا رسالة بل هدف ،وحدهم المكافحون من يترجمون مضمونه الى نجاح سميرة بيطام
نشر في 17 غشت 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
اجمع شتات فرقتي ،لملم بناء حضارتي ..أنثر زرع الغد بوادرا للنجاح اليوم و ليس غدا ، لا تمازحني فتنسيني مجامع العبرات و العثرات في سقف التألق و في عجلة المراد، يبكي شعب لظلم حاكم و يتنحى جانبا نزيه لعثرة مخطىء ، تصرخ السجون بما وسعت من مساجين الظلم و الجور موسوعات ألم ، تعج مداخل المدن من زوار أجانب ليعثوا فسادا فيما وقر في مكامن النسب و الحسب، يمرض أصحاء بدون علة تنتظر ، و يتنزه من العذاب أمم في قمم و محطات ليست بالغدير المرتقب ، لو لحنوا لي دولا من النوتات ما رضيت بلحن سوي للألم ، ولو ناولوني مرضيات في مطويات لما فتحت ظرفا للجواب ، ان أنتم قلتم أن الدنيا مزيج من متناقضات الدهر لقلت أن الزمن غادر و عابر و شاهد ، ففي مناضرتكم للأحزان أجوبة من دم يقطر للوعيد المنتظر ، أنا أكتب و أجيب و اعقب و أسأل للتو مراتبا لكم في مشاهد لفك ألغاز من وريد الحقيقة الى وريد العدل، أسكبها دلوا من شراب غير مسكر ،فالسكر نال عقولا منذ قديم الزلل شعوبا عربية لا تصحو من سباتها اليلي أبدا و قد تصحو لنازلة لم يسبق لها وقع و لا حدث .
لو صارعني منتقد لحق مغتصب لانتفضت مع فجر القصاص بنيل الصحائف دلائلا و ادانات ، أترك لي مساحة لقانون الغلابى لي فيه قوة و تمرد و تألق فيما بعد النصر المنتظر ، لم يطل سجن حقائقي علي أبدا ، فقد كنت أتنزه بين الفينة و الأخرى على مسارات من صبر منقطع النظير في سجل سيرتي المكتضة بالأوجاع و المسرات .
دع حبري يتصبب عرقا مني فقد قرب العطش مني حتى انهار فضلا و تنحيا عن مصارعة ثيران الحق الآيل للموت ، دع أنفاسي تشق لي الطريق البعيد و الوعر ، ليس يثنيني ميل مسافة و لا ارتفاع منارة ، النور في كل مكان لي هداية و الظلام لي سكن بعد كل كفاح...
أكتب دائما في ذاكرة لن تموت مهما حاول المشاغبون تغيير سجلها من الأحداث ، اني أراجع حرفي و ألغيه ان أخطأ معي في ترجمان العبرة و الفكرة و الدمعة ، ليست قاسية كما تبدو للبعض ، لكني صارمة في ابداعي حتى يتحقق الوزن الذي أريده من حضارة الأفكار و الثقافات و التجارب ، و يبقى الاختصار الموجة المرتفعة لقمة الريادة ، أنشدها و أسليها و أترقبها بعين فاحصة و أياد آمنة ، و في ابتسامتي صرح مجيد للمتفرقات بترجمان الحكم و العبر ، فخذوها مني عبرة و لا تتركوها مجرد فكرة ، و التحايا مني مستمرة على مسار الابداع اللامع دائما ...ليس شرطا أن أكتب دائما ليفهم قارئي و لكني حبا في الابداع أكتب بسرعة محبة و فائق مودة لكل من يقرأ حرفي و يتذوق الفن فيه و لو بغموض الهدف و المغزى ،لأن الغموض في حد ذاته حضارة ...جربوها و تذوقوا نكهة الغموض حينما تصلون الى قمة الحيرة و العجب و الفهم.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية