كل منا يري هذه الصورة علي حسب تفكيره فقد يراها صورة مبهجة أو شئ محزن ، إذا نظرت إلي الصورة من أعلى إلى أسفل ترى مريضاً يغلق عيناه كأنه في لحظاته الأخيرة أثناء إجراء عملية جراحية ، وإذا نظرت من أسفل إلى أعلى تري المريض يفتح عيناه كوميض من الأمل في وقت شدة .
لا شك بأن كلاً منا يقابل صعوبات شديدة فربما يقابلها بالتفاؤل بالخير أو التشائم بالأسوء لكن كوني طالب بكلية الطب أوقفني ما رأيت من أحد المرضى بابتسامته الصافية ووجهه البشوش وكلماته النقية وتفائله بالخير بالرغم من مرضه الشديد كان يتحدث كأنه سيعيش طوال الدهر ويعمل لآخرته كأنه سيموت اليوم وبالفعل حكم المنية في البرية جارِ ، أثناء وجوده في العنايه المركزه لمرضى القلب بدأت حالته بالتراجع وبدأ قوة عضلة القلب بالانخفاض والحضور يراقب في صمتٍ تام هل هذا آخر لقاء بيننا أم هذه سنة الحياة وإذا بالمريض ينطق بالشهادة سبعة مرات ويبتسم وفارق هذه الحياة فقد عاش متفائلاً بالخير مبتسماً ومات مبتسماً ، لكن لم يكن بالنسبه لي مجرد مريض بل هو أبي الدكتور حسن طاحون ، فاختلطت الأحاسيس مابين الحزن لفقدان عزيز والفرحة لحسن خاتمته ولكن مازال وجهي بشوش لما تعلمته من التفائل وحسن الخلق .
فتفائلوا بالخير تجدوه .
-
عطية حسن طاحونطالب بكلية الطب البشري ، كاتب ، مصمم ومترجم حر