المقال على الفيسبوك = فلسفة الجلباب !
لو قيل لشابّ إنك ستقابل جارية شابّة بعد هنيهة ، لما تهيّأ له في خياله إلا أنها ستطلع عليه الوضيئة الخُمصانة، ولا ألقي في روعه إلا أنها ستكون الجريئة الفهمانة ، فترى الطمعَ في قلبه رائدًا، ورافدًا له لأن يسكرَ بنشوةٍ آنيةٍ، سرعانَ ما تزول وتضمحلّ بعدما يخيب ظنّه بالمرأة مرةً تلو المرة .. على أنّه لا يتوب .. ولا يؤوب .. هكذا هو ..!
لأنها هكذا هي !
لست أرى المرأة إلا كأنّما خلقت على أن تكون الحُبّ الغَلّاب في قلب الرجل، والجمال الخلّاب في عينه ؛ لكأنما هي الفتنة المتحركة بقلبها وجسمها .. أنى حلّت وارتحلت !
ومتى تكون المرأة جميلةً إلا حين تراها عينٌ كذلك؟
فأنت تجد أنّ لكلّ ساقطةٍ لاقطة، ولكلّ فتاةٍ عينُ رجل يستحسنها، وقلبُ آخر يعشقها ،
ورغم هذا كلّه فإنك لا تكاد ترى سببًا لجمال المرأة في عين الرجل إلا أنه ضعفُها، ولو قويتْ لفاتَ الجمالُ ولاتَ الدلال ..
ضعيفة فهي دونَ الرجل صلابةً وبأسًا وشكيمةً ؛
فالقوة في الأمور تلك لا تلائم ما فيها من النعومةِ والغنج والتمنّع والحياء والرقة ، وهذه كلها ما يسلبُ الرجلَ لبَّه ويأخذُ عقلَه !
وهذا الرجل الشديد يقوى أمام كل شيءٍ، إلا أمام هذا الجمال القويّ، ينهزم ويضعُف ؛ إذ يأخذ صفةً من صفاتِ سبب جمالها، ويتّسم بسمةِ الضعف من خصالِها (2) ؛
ليتكشّف لَه من بعدُ سرٌّ من أسرار هذه الخليقة؛ أنّ الحبّ: هو مبتدأ ذلك اللباس الذي ذكره الله (هُنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ)!
ألا وإن أضعفَ النساء من استهانت بذلك الضعفِ المتمكّن فيها فزادته ضعفًا،
فاستغلّت جمالَها في تحقيق مآربها الثانويّة وفرّطت حينئذ في معاني أنوثتها؛
= فإنّ ضعفَ الأنوثةِ الفطريّ هو كمالُ جمالها الباطنِ والظاهرِ، وضعفُها المُصطَنع المبالغ فيه لهو نقصٌ في جمالها الباطن، ولو طفح الظاهر الفاتن .. !
فما تساهلت فتاةٌ مع شابّ إلا ونفَرَ منها نفرةً حتّى ولو غلبتْه عاطفتُه إليها؛ إذ هي نفرة الفطرة مِنْ كلأٍ يُباح لغير أهلِه ؛ فهو وإنْ تمنّى أن تكونَ أهلَه، فليس بأهلِها الآن !
إنّ أضيعَ الناس اليوم من يريدون أن تكونَ نساؤنا سواءً مع نساء الغرب في ضعفهنّ المبتذل؛ فلا يبقى من الدين والخلق بعدئذ إلا الألوان والشيات، وهذه آفة قاصمة ... أفتدري لماذا ؟
إن مجتمع الغرب:
لا دين له يمنعه محذورًا، على أنّ له تعاليم وأفكارا مستمدّة من حيث رأي الأقوى لا من حيث هو الدين ..
فيرى المرأة جمالا وفتنةً للرجل حقُّها أن تزهو، وحقه أن يستمتع ، فيريدونها أن تكونَ كما ذكر الله عن بقرة بني إسرائيل الصفراء (تسرُّ الناظرين) ، وأن تبهج السامعين، والذائقين والشامّين واللامسين و..و ..
وبمنظورهم هذا أنّ على المرأة أن تكون كذلك، لأنها هي خلقت كذلك، والرجل خلق كذلك، وهكذا هي الطبيعة (3)، إذ ليس في دين الأقوى إلا مفهومُ الحرية، والحرية عندهم هي الشهوات المطلقة غير المكبوتة، فإذا كُبتت -ولو بمحض الإرادة - أصبحت منافاة للحرية.. (4)
أما الشرق المسكين (أعني الأمة العربية):
فإنه لا شك بأنه ما تزال بحوزتنا قيمنا الإسلامية التي ترى أن المرأة ما دامت فتنةً وجمالاً، فيجب أن يُقامَ العدْل بينها وبين الرجل في المجتمع (5) :
إذ إنها لما كانت زينة ، وكان الرجل الخشنُ محرومًا من هذه الزينةِ الفطريةِ المخلوقة معها، أيْ محرومًا من هذا الضعف الناعم، كان ضعيفًا أمامَها أكثر؛ فهي إنما تملك الزينة الباهرةَ لتسترَ منها - في المجتمع- ما يغري ويفتِن، كما هو مطالب من الرجل أيضًا ألا يفتن،
وحَدُّ ذلك كلّه:
أن يخرجَها لباسُها عن كونها تعامَل على أنها شهوةً ! وذلك نفسُه هو حدّ نظرِ الرجل إليها الذي ضابطُه: ألا يكون نظرَ الشهوة؛ فنحن نريد أن نتعامل مع المرأة بشخصِها لا بجسدها ، ليعاملَها الرجل بإنسانيتِه لا بحيوانيتِه ، وهي كذلك تعامله على ذلك..
إننا نريد أن نحب المرأة لا أن نشتهيها ، وأن نتعرّف على صفاتها لا على صفات مفاتنها، وننظر إلى حُرّ وجهها لا مساحيق وجهها .. !
فالمراة أصلا بدونِ مِكياج - بغير لَجاج - جمالٌ في عينه، جلالٌ في قلبه ، فكيف إذا وضعتْه وبالغت فيه ؟
ألست ترى يا صاحبي أنك حين تقف بين الغرب والشرق في قضية المرأة وحقوقها ولباسها وعدلها مع رجلها ، فتريد أن تساوي بين هاتين المرأتين ..
أنك لست إلا كالذي يريد التقريب بين مذهب المؤمن ورأي الملحد في صفات الجنّة؛ فلا هو مؤمل أن يدخلها، ولا هي داخلة مخّه أصلا !
فأنت بين الأول القائل : اكشفي عن جسدك، وأبدِي فتنتكِ، وزيدي عليها ما شاء الله.
والثاني القائل : اكشفي عن نفسك، وأبدِي صفحةَ وجهك، ولا تزيدي على جمالك؛ فأنتِ زيادة!
فالأول: متعهّر يريد منها ما يريده الرجل من امرأته غوايةً ، والثاني: حريص يريد منها ما يريد الرجل من المرأة تعامُلا ودرايةً !
لو أردت أن أختصر #فلسفة_الجلباب في كلمة واحدة، لقلتُ :
إنها أن نعامل المرأة وتعاملنا على أنها امرأة لا على أنها شهوة،
فهو ضابِطٌ وسَطٌ بين المريض الذي يراها شهوةً على كل أحوالها ولو مستورة،
والمريض الذي لا يراها شهوة ولو أنها عارية!
ومِن ثَمّ فهو حفظٌ لها وللرجل !
لم يأتِ عقل سويّ منذ بدءِ الخليقة يبعد الرجل عن المرأة حتى لا يراها أبدًا فهذا جنون ،
ولكن جاءت عقول مجنونة تدني الرجل إلى المرأة وتلزقها فيه حتى تصير ملكًا لشهواته وسلعة لرغباته، ونادرًا ما ترى العكس (يعني أن يصير الرجل ملكا لشهوات المرأة) ؛
فالمرأة لأنها هي الضعيفةُ المُغرية، كانت هي المظلومةَ المُغارَ عليها -في الغالب-، ومن قرأ تاريخ الإباحية وتتبّع مغبّتها عرف ذلك ! (6)
أما العقل الوسطيّ القويم الذي آمن بالشرع المستقيم ، الذي هو الحقّ الضائع بين الإفراط والتفريط:
فإنه يعلم - موقنا - أنّ الله الذي (يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) حرّم الزنى وأمر بالعفّة ، وسدّ ذرائع وأسبابا توصل إلى الحرام (فحرّمها مطلقًا) :
منها الخلوة بين الرجل والمرأة، والنظر بشهوة إليها، وخروج المرأة أو الرجل كاشفًا العورة ، أو مبدية مفاتنها ، والاختلاط الفاحش، وما إلى ذلك ...
وترك الشارع الحكيم ذرائعَ لم يسدّها (أي لم يحرّمها وتركها) ربّما قد توصلُ إلى الحرامِ وقد لا:
مثل كشف الوجه والكفين ، والنظر إلى المرأة بدون شهوة، ونظرها إلى الرجل، ووجود الرجل والمرأة في المجتمع معا، والتقدّم إلى المرأة والجلوس إليها في بيتها، ومراقبتها لخطبتها، وما إلى ذلك من شؤون الناس الدائرة في السوق وفي البيوت وبين الأقارب، ...
فهذا كلّه من أسباب الابتلاء في الدنيا، وليست بحرام، كغيرها من أمور الحياة المُخيّرة، وما جاء الشرع يأمر بطمر النساء وعدم خروجهنّ أبدًا .. وإلا فليس ثمة داع لأن يكون هناك امرأة ولا زوجان، ولا داع لأن يتزوّج الإنسان، ولا داعٍ لكل هذه الدنيا وكل هذا الامتحان ! (7)
وكلّ ما جاء في سورة النور (8) يختص بهذا الموضوع فإنما جاءَ لتحفظ المرأة نفسها وزوجها، ويحفظ الرجلُ نفسه وأهله ، فيُحفظ بذلك العرض والدين وتحفظ عفة المجتمع؛ إذ تدني هي جلبابها، ويدني هو بصرَه ،
فإذا قصّر الرجال في أبصارهم فإنهن مُعتجِراتٌ ( فلا يُؤذَين ) ، وإذا قصّر النساءُ في الجلابيب فإنّهم غاضّون (ذلك أزكى لهم)،
ولو قُدّر لمجتمعٍ هامجٍ لا يعرف معروفا التزم بما في هاتين الآيتين العظيمتين من الأمر:
(قل للمؤمنين يغضّوا .. وقل للمؤمنات يغضضن .. الآيةَ)
لذهبت أكثر حالات الاغتصاب ولو انك في البرازيل ، وأكثر حالات الزنى ولو أنك في السويد ، وكثير من التحرش حتى ولو كنت في إحدى الدول العربية !
ولكننا -حتى في الشرق - هيمنت علينا الأفكار الغالبة، فأغفلتنا عن حقيقة الجلباب الذي أمرنا به ، حتى غدونا نسمّي الأشياء بمسميات قديمةٍ نصطنع جوهرها على أعين غيرنا لتمثّل غير الحقيقة:
- فهو جلباب حتى وإن كان ضيّقا حدّ الإفتان وتجسيد الجسم والصدر، وحتى لو خرج مع معنى الاحتشام ومغزى الستر.. إذ يستحيل اللباسُ الذي مقصده الحشمة لباسًا يراد به اللفت والجذب .. !
ولو أن هذه المتجلببة لبست سروالا واسعا ساترًا فضفاضا لكان أجدر وأستر.
- وهي محجبة حتى وإن تهادت مع صويحباتها ممازحة الرجال ومخادنةً لهم، واطّرحت حياءَها في التعامل معهم.. ولو أن فتاةً غير متستّرة، كانت رزينة وذات وقارٍ وسكينة لكانت عند العاقل أرضى من تلك.
لسنا نقول أن تخرج المرأة مستنفرَة كالقسورة تناطح الرجال! بل بحيائها وما يليق بطبيعتها. ولسنا نقول ألا تخرج المرأة أنيقة حسنة الهندام، فهذا من الأمور الحسنة، بل أن تكونَ مبتذلةً عارضة أزياء ..
ليس الأمر يا إخوتا بالمسمّيات ولا بالأشكال، ولكنّها بالفكرةِ المؤمنة التي تفرضُ الحياءَ، والتصرُّف المنضبطَ، واللباسَ المحافظ ؛ فالـ"جلباب" القرآنيّ ليس نوعًا معينًا تشترينه فتلبسيه ، ولكنّه دينٌ وسبيل تؤمنين به فتسلكيه ! (*)
إن سورة النور: نورٌ في القلب عظيم، ينعكس على الأفعال واللباسِ معًا جميعًا :
فهي تقول و(تمشي على استحياء) ... وهي تدني الجلباب وتضرب الخمار !
#محمود_صقر_الصقور
____________________________________________
هنا حاشية المقال - يرجى مراجعتها - وهي طويلة ؛ لأن المقال كان طويلا جدا فحذفت منه كثيرًا واختصرت منه شيئًا ضمّنتُه فيها بعض التبيان الذي يثقل أن يكون في ثنيات الكلام :
(1) - "الجلباب" لا يقصد به الجلباب المعروف اليوم، ولكنّي استعملت لفظ الآية رجوعًا إلى الأصل (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ).
فمقصدي من كلمة الجلباب باصطلاح اليوم: هو الحجاب الشرعي الذي أمر الله به. ولم أشأ أن أذكر كلمة "الحجاب" أيضًا؛ لأن كلمة الحجاب تعني بمجتمعنا (الإشارب) فحسب وهو قطعة القماش التي تستر الشعر فقط، وهذا ليس ما أريد، وهذه الكلمة ليست موجودة في القرآن في لباسِ المرأة العام، إنما هي في آية الحجاب الخاصة بأمهات المؤمنين (وإذا سألتموهنّ متاعًا فاسألوهنّ من وراء حجاب)، وأما لباس المرأة القرآنيّ فكان "الجلباب" و "الخمار" ، (وليضربن بخُمُرهنّ على جيوبهنّ) و(يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ)، وأيضًا الخمار ليس بمعناه اليوم الذي يفهمه بعض الناس على أنه ستر الوجه، وإنما ذاك هو النِّقاب أو ما يسمى بالنصيف. أما الخمار فهو ستر الجسد عدا الوجه والكفين وقد قال عليه الصلاة والسلام: (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار).
2) يعني أن الرجل القوي ضعيفٌ أمام ضعفِها الذي هو سبب الجمال القويّ .. هذا في الجُملة .. وحكمنا في الغالب ... أما وإنك تجد في النساء من هي أصلب من الرجال وأشد بأسا وقوة وتنكيلا .. وكما أنك واجدٌ فيهنّ من هي كالغزالة والمها تفوق الرجال صورة وحسنا ، فإنك ترى من هي كالأسد والدب القطبي .. وقد قال الامين الشنقيطي بهذا الضعف ( فكم قتلتْ كميّا ذا دلاصٍ = ضعيفاتُ الجفونِ بلا سلاحِ )
وقال المتنبي : (رامياتٍ بأسهُمٍ ريشهُا = الهدبُ تشقّها القلوبَ قبلَ الجلودِ )
= وما القول في المرأة أنها ضعيفة إلا مقارنة بالرجل في الأمور التي ذكرناها لا بقول عام، أي في باب الشدة والخشونة والصلابة ، وإلا فهي أقوى في قدرتها على تحمّل المشاقّ في نفسها، وكتمانها وحمل أعباء شؤون البيت ورعاية الأطفال، وأقوى في جمالها ودلالها، وأقوى في وجدها وفي غنجها، وهذا هو معنى (الاعوجاج) الذي إن أقيمَ كسرَها ، وأما الرجل فأقوى كذلك من حيث القوامة، ومن حيث التكسّب.
3) "الطبيعة" هي حجّة كل أحد يريد أن يلقم خصيمه رأيه ويلزمه به رغمًا عنه ، فينسبها إلى الطبيعة، هذه الطبيعة التي يقولون بها أنصار مذهب الطبيعة، هي نفسها طبع العقل الأعوج الذي يفكّرون به، فكل إنسان طبيعته عقله، فما داموا - كيفما كانوا- كذلك ، فالطبيعة أيضا كذلك!
4) وليت أن أحدًا يرجع إلى كتيّب الدكتور المسيري (التمركز حول الأنثى) فله رأي فيما يحدث للمرأة اليوم منذ أن دخل العالم ما بعد الحداثة ونادى المجّددينات: بالفيمينيسم Femenism!
5) لا ندري متى يتم التساوي بين متغايرين، إلا حينما يساوي الواحدُ الاثنين !! فالمساواة بينهما وهْم، وإنّما العدل هو الذي نعتقد أنه قائم، والقرآن العظيم كله قام على العدل وأما بما بين الرجل والمرأة، فقال: (الرجال قوامون على النساء) وقال:(فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)، فله القوامة وعليها الحفظ، وقال: (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا) وقال: (واللاتي تخافون نشوزهنّ فعِظوهنّ) وجعل علاقة الرجل بالمرأة قائمة بالعدل وعدم الحيف (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) (فلا تميلوا كلّ الميل فتذروها كالمعلقة) (إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله) (ولا تنسوا الفضل بينكم) (فإن أطعْنَكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا إن الله كان عليّا كبيرا)! (ولا تمسكوهنّ ضرارا لتعتدوا).. وهكذا .. فنرى أن العدل أصالةً بينهما ..
6) هناك ممثلة إباحية مشهورة تركت العمل في هذا الميدان المنحطّ بسبب الإهانات المريرة التي تعرضت لها، ومن ثَمّ فتحت موقعًا لها تذكر فيه قصتها وقصص أخريات، وتأتي بتجربة كل فتاة اعتزلت هذه الدناءة ،وتضعها عندها، ومما تقوله:
أنها لم تلتذّ يومًا بشيء من هذا الذي كانت تعمله، بل كله محض تمثيلٍ مجبرة هي عليه لتحصّل مرامها، وتقول أن أكثر الممثلات معها حاجهنّ للمال هو الذي دفعهنّ لذلك وحب الشهرة لا أنهنّ يرغبن بالدعارة ولا يردنها ، وكثيرات أجبرن على أن يتأذّين -بشتى الصور والأشكال- بفعل الساديّة وغيرها من أمراضهم على النساء؛ فهنّ مدفوع لهنّ الأجر وواجب عليهنّ الطاعة حتى ولو أسيء لهنّ وأُهِنّ ... ثم يأتيك من يقول لك : الزواج أسْرٌ وقيدٌ ، والزنى حرية .
فانظر - رعاك الله - حقيقة المرأة عندهم كيف هي طائر حرّ طليق .. يفعل ما يشاء !
7) لم يسعني وأنا أكتب المقال أن أتطرّق للآيات وتفسيرها وفهم معانيها فهذا أمر يطول جدّا ؛ ولخشية الانقطاع في إتمام المعاني .. بنيتُ المقال على ما تأسّس لديّ من معاني القرآن ولكيلا أدخل في خلافات الفقهاء وجدل العلماء، ولكن هنا بعض الوقفات مع الآيات ...
https://www.facebook.com/sqour/posts/1069642256394144
8) الخلاف مشهور في حكم ستر الوجه (النقاب) والراجح والأكثرون على أن النقاب مستحبّ لا واجب.
وعلى جواز كشف الوجه واليدين بنيت المقال هذا ؛ إذ لا أملك فلسفةً لوجوب ستر الوجه بل فلسفةً لنقض الوجوب؛ لأني لا أرتاب بجواز كشف الوجه، بيدَ أني أملك فلسفة استحبابِ النقاب لبعضِ النساء وفي بعض الأحيان ... وهذا ما يفهم من سياق النصّ.
____
*** معاني بعض الكلمات ***
- الوضيئة: الحسنة الوجه الجميلة.
- الخُمصانة: هي دقيقة البطن.
- شُفافة: بقية باقية قليلة.
- مِكياج: كل ما يوضع على الوجه من زينة.
- اللجاج : هو المكابرة بالباطل واللف والدوران .
- الإفراط في كل شيء هو: الزيادة على الوسط. والتفريط: هو النقص.
- الذرائع: جمع ذريعة وهي السبب، سدّ الذريعة أي قطع السبب.
- مُعتجِراتٌ : أي متستّرات متحجبات.
- الاختلاط الفاحش: هو الاختلاط المؤدّي إلى الملامسة أو المحاذاة والمقاربة المفضية إلى الحرام، أما الاختلاط بوجود كليهما في موضع معيّن فليس هذا المقصود -وإن حرّمه البعض وتحاشاه كثيرون -.
- جارية شابة : وهي الفتاة الشابة .. وقد زعم بعض الكُتّاب أن جارية شابة تستخدم في الأمَة لا في الحرّة لأنها مقترنة بـ (شابة) ولا حاجة بذكر الجارية ، فيرد عليه أنّنا نقول: غلام شاب .. وطفل صغير .. ونقول أسد ضرغام .. وهذا يسوغ لغةً لأن جارية تعني صغيرة السن والشابة كذلك ،هذا أولا ، أما بالنسبة لجواز حدوث ذلك فنعم قد ولكنّ الظاهر أنها لا توصف في الغالب هكذا ففيما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال في رؤيا له في الجنة : "فرأيت جارية شابة" ، وليس في الجنة أمَة ، وهناك روايات غيرها لا أستحضرها الآن ولكن أجزم أني قرأتها فوجب التنبيه ..
التعليقات
وأما سبب كتابة هذا المقال حاليا فكان تساؤلا جاء هكذا :
محمود فيه سؤال: ما السبب أن المرأة تحاول إبداء زينتها أكثر من الرجل ؟ حتى أكثر المتحجبات يظهرن جمالهنّ أكثر لماذا ؟
فكان الجواب : من هنا جاءت فلسفة الجلباب أصلا ؟
- كيف يعني ؟
يعني هيك .... ثمّ كتبت المقال ..
فجاءَ أوّله ليس إلا ردّا على السؤال هذا لا استفتاحا من لدنّي..