لا تسمح لأحد أن يقول لك هذه العبارة على الإطلاق . أو حتى أكون أكثر وضوحاََ "تعرَّف" على نفسك أكثر و أكثر و أكثر حتى لا تسمح لأحد أن ينطق بهذه العبارة.
اذا كنت جادّاََ في معرفة نفسك عندها لن تكون ذلك الإنسان الذي سيجرؤ أو سيحاول اي شخص ممارسة هذا النوع من التنمُّر الخفي للبحث عن ضحايا ضعاف لتجريدهم من هويتهم و من كياناتهم المستقلة المميزة التي تضيف شيء ما إلى فسيفساء هذا الكون و إلى لغز هذا الوجود.
و حتى يعرف الإنسان نفسه عليه بدايةََ أن يحصي مزاياها ثم يقدرها بعد ذلك بحفظها و رعايتها و اكتشاف المزيد باستمرار .
و عليه أن يحصي عيوبها ثم يقوم بعلاجها بعد ذلك و في كل يوم سيكتشف عيباََ جديداََ كي يجعله قائماََ على رعاية نفسه و كي لا يغترّ كذلك بما وصل إليه من معرفةِِ لنفسه مقارنةََ بغيره فيقول بينه و بين نفسه دائماََ : "لا بد أنه هنالك قمة أعلى" فيواصل السعي وصولاََ إليها. و يبقى كذلك . و هذا هو "التوق المستديم إلى المزيد المستحيل".
"أنا أعرف عنك أكثر منك" .. يلجأ البعض إلى هذه الحيلة حتى لو لم ينطق بها بشكل صريح. ربما بحمل صندوقك من نقطة إلى أخرى قبل أن تقوم أنت بذلك. أحياناََ بالجواب عن سؤال كان موجهاََ لك. ربما باختيار ملابسك أو باختيار الطريقة التي تقوم بالمشي بها... الخ
و أريد أن أذكر هنا أن إنكار هذه العبارة لا يتعارض مع قبول "النصيحة الحقيقية" التي هي باب كبير له مفاتحه و فنونه و مهاراته و طرائقه و آدابه. وليست مجرد عبارة تخرج "كقيء" لا فائدة فيها .. ربما القيء مفيد أكثر منها , فهو ينقِّي المعدة و يزيل ثقل الرأس.
-
Rami Mohammadمدوّن
التعليقات
ثم يقدرها بعد ذلك بحفظها و رعايتها و اكتشاف المزيد باستمرار .
وهذا هو الشق الثاني من المعادلة ...
أن يحصي عيوبه الشخصية ... ثم يقوم بعلاجها بعد ذلك و في كل يوم سيكتشف عيباََ جديداََ كي يجعله قائماََ على رعاية نفسه
ونتيجة المعادلة هي ...
لا بد له من مواصلة السعي وصولاََ إلي تلك القمة . والدافع له لتحقيقها هو "التوق المستديم إلى المزيد ..
يعجبني طريقة تفكيرك المبدع... رامي وسلاسة المواضيع مع كونها هادفة ...