الطريق إلى الحب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الطريق إلى الحب

علمتني الحياة كيف احب..

  نشر في 02 مارس 2015 .

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ) صدق الله العظيم ان من حكم الله في هته الدنيا انه خلق ازواجا من البشر ليتعارفو و يتزوجو و يتعاملوا في ما بينهم في اطار شرع الله وعلى مر التاريخ وصولا الى زماننا هذا كان للمراة دور كبير في حياة الرجل بصفة عامة و دور مؤثر في قلب الرجل بصفة خاصة .. وللحب حكايات و روايات عديدة و لعل تفسير الحب عند البعض هو ذلك الاحساس المرهف الخارج من القلب الذي يجعلك تلغي كل قوانين "العقل" .. لتصبح سجين قلبك و احاسيسك.. حينها نتجاوز كل الحدود و خاصة حين يكون الحب من طرف واحد .. لكن يجب ان لا ننسى ان طريق النجاح عامة لا يكون سهلا، فالمنعرجات هي طريق النجاح .. هكذا علمتني الحياة و هكذا اصبحت ارى الدنيا .. بعد كل هته السنين و حين كنت في السادسة عشر من عمري .. كنت ابحث عن الحب و انا لا اعرفه الا في القصص و الافلام الرومنسية.. كنت ابحث عن فتاتي التي كنت قد رسمتها في مخيلتي.. راجيا ان احس بذلك الاحساس الذي يتحدثون عنه!! الحب .. في ذلك العمر من المراهقة كنت قد تعرفت على بنت فاتنة الجمال كنت اراقبها من بعيد قبل ان ابوح لها بما يخالجني.. لكن ما راعني الا ان اكتشف انها لا تبادلني نفس المشاعر..كانت اول صدمة حب قد عشتها بالرغم من بساطتتها.. لكني لم اصدق ذلك و ضللت احاول التقرب منها.. لكن ..دون جدوى.. كنت اتساؤل ليلا نهارا عن سبب رفضها لي.. ختى اني احسست بالظلم ظنا مني ان القدر يواجه حبي لها .. انتهت السنة الدراسية و لم اعد ارى تلك الفتاة .. وقد اخبرني زميل لها انها تحجبت.. فزاد حبي و شغفي لرايتها و لو مرة واحدة.. كنت اسال عنها جميع من يعرفها..حتى اني فكرت لاكلم اهلها..لكني فقدت الامل في ان اراها مرة اخرى.. كان حبا اعمى.. مرت سنتان وانتقلت الى معهد اخر في التاسعة عشر من عمري.. و فكري لا يزال على حاله آملا ان يجد فتاة قلبي.. حتى شاء القدر ان تعرفت ببنت اخرى..لم تكن فتاتا عادية ، كانت بسيطة و متحجبة و ذات خلق ..تعلق قلبي بها حتى انستني تجربتي الاولى فاصبح للحب معنى جديد في نظري.. كنا نتقابل في عدة مناسبات.. كانت يتيمة الام و كنت احاول ان احتوي ذلك النقص فيها.. كانت تشكو لي كثيرا من زوجة ابيها التي كانت تعاملها بقساوة..و كنا ننتظر اللحظة الحاسمة لتخبر ابيها عن رغبتي في خطبتها ..كانت من عاءلة غنية و كنت ارى رفض والدها لي بمجرد الحديث عن تقدمي لخطبتها... نعم لقد اخبرته بذلك واخفت الموضوع عني..لم اعرف ذلك منذ البداية.. لكني لاحظت تغير تصرفاتها معي..حتى اصبحت ترفض رايتي، فغيرت رقم هاتفها و اختفت كالدخان.. كان اختفاءها فجاة كخنجر ينغمس في قلبي ليذكرني في اول خيبة امل مع الحب.. كان اسفي على فراقها لي و بتلك الطريقة خير دليل على فشلي..في ذلك الذي اسميته بالحب الملعون..كنت حزينا و سريع الانفعال..حتى اني اصبحت منعزلا عن اقرب الناس لي..كنت اتساؤل في داخلي عن قضاء الله و قدره الذي غير احساسي و حتى نظرتي للدنيا باكملها لما كنت احس به من ظلم و قهر..كل يوم و كل ساعة و كل لحظة و انا اتألم.. مرت السنين و انا على تلك الحالة .. حتى اني تركت كل ما احب انتقاما من الحب ذاته .. كنت اقضي كامل وقتي اثناء عطلة الصيف امام الحاسوب و ما يعرف الآن بالفيسبوك.. لعل ذلك ينسيني جرح قلبي.. وبينما كنت اتصفح ذلك الموقع فجاة توقف قلبي!! و تلخبطت افكاري !! و كاد ان يخرج قلبي من مكانه .. تلك الفتاة الاولى التي احببتها بدات اصابعي ترتعش للدخول الى صفحتها و اعرف اخبارها و اشاهد كل صورها.. لكني فوجات بصور لم تكن تخطر ببالي.. صور من ملهى ليلي !! و كاس الخمر بيدها !! و عشيق يضمها اليه !! صدمة و رجة قتلت تلك الشجرة التي كنت احسبها حبا نبيلا !!... صورة ايقضت عقلي و جعلتني اصرخ ! الحمد لله الحمد لله.. تذكرت كل ذلك الوقت الذي اعطيته لها.. و عرفت حينها ان كل ما حدث لي اراد الله به خيرا لي.. من هنا بدأ الحب يبرز بثوب جديد حتى تغيرت نظرتي له.. و دعني اخبركم ايضا ان الفتاة الثانية التي تركتني لاجل المال و لم تتخذ اي مجهود للوقوف الى جانبي خير دليل على ذلك.. لاني كنت قد علمت انها تزوجت برجل اعمال يعيش في بلد اجنبي، بالرغم من كبر سنه ..نعم لقد تركتني اختيارا و ليس اجبارا.. ان الحب و المودة الحقيقية هي التي تتكون و تنموا بالاحترام و الثقة المتبادلة و ليس من طرف واحد و هذا مهم جدا في العلاقة بين الرجل و المراة الحب و العشق هو ان تكون ثماره " الزواج " لا الفراق و لا العذاب.. هو تكامل و انسجام بين الارواح و نور ينبع من نواة القلب.. هو تكامل بين القلب و العقل.. و صدق بين الطرفين.. اغلبنا مر بقصة فاشلة في العشق و الحب.. لكن اعلموا يا اخواني و تعلموا انه مهما كانت قدراتك المادية او الجسدية فانك لا تسطتيع شراء قلوب الناس.. و مهما حاولت لن تغير قضاء الله و قدره.. واعلم اخي القارئ ان الله داءما يريد بنا خيرا ( وعسى ان تكرهو شيئا وهو خير لكم و عسى ان تحبو شيئا وهو شر لكم و الله يعلم وانتم لا تعلمون)

يجب علينا أن نعي معنى كلمة قضاء وقدر !! وأن نعرف قيمة تأخير الرزق..

فالحب رزق والزوجة الصالحة رزق فلا تعجبوا لمنعرجات الحياة ولتكن تجاربكم الفاشلة مدرسة نجاحكم...

 و اقرئوا كل صغيرة وكبيرة قبل أن ترتبطوا بالطرف الأخر وحكموا عقولكم قبل قلوبكم .. 

ولتعلموا أن كلّ التّأخيراتِ في حياتِك هي لحكمةٍ بالغه يَعلَمها اللّہ وحدَه ، لذا سلِّم أمركَ له وثِِق به ولا تَيأس ولا تأسَف على ما مضى وَ فاتْ ، وتيقّن أن اللّه سيُعوّضك خيراً حتّى تَطيب نفسك...

هنا وحين يكون منهج الحب صحيحا يعيش الإنسان أرقى وأسمى معاني الأحاسيس النبيلة التي ليس كغيرها مثيل..ليجني في النهاية ثماره بزواج ومودة خبأها الله في قلوبنا منذ أن خلق آدم وحواء



محمد



  • 1

   نشر في 02 مارس 2015 .

التعليقات

ياسين منذ 9 سنة
فيها عبرة، أحسنت
0
محمد شقراني
شكراً أخي
لقد تأثر ت بقصتك كثيرا لدرجة ان دمعت عيناي. و لكن فيما يخص الفتاة الثانية فأضن انها تركتك إجبارا من أبيها و ليس إختيارا. فلا تستطيع ان تقف في وجه أبيها . رزقك الله بافضل منهما
0
محمد شقراني
شكراً أختاه

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا