تعتمد المجتمعات البشرية على مجموعة متنوعة من المواهب و هي مفاهيم متعددة للقدرة. و الموارد و الطاقات البشرية كالموارد الطبيعية مدفونة بعمق و غير ظاهرة على السطح و علينا أن نخلق الظروف الملائمة التي تظهر هذه المواهب.
يقول كين روبنسون أحد المتألقين و الخبراء في مجال التعليم أن المدارس تقتل الإبداع إذ أن المناهج التعليمية تتخذ شكلا هرميا حيث نجد العلوم و اللغات في أعلى الهرم بينما تتوسط العلوم الإنسانية هذا الهرم و أخيرا تقبع الفنون بأنواعها أسفله . و كأن بالمدارس تريد للجميع أن يتبع نفس المسار التعليمي. يشابه روبنسون بناء الأنظمة التعليمية بمثال الوجبات السريعة حيث كل شيء موحد و هو ما يقوم بإبادة طاقاتنا الإبداعية كما تقوم الوجبات السريعة بإبادة أجسامنا.
و هذا هو السبب الرئيسي وراء إنسحاب الكثير من التعليم. إذ أنه لا يغذي أرواحهم و لا يغذي طاقاتهم و شغفهم. إضافة إلى ذلك أن العديد من العباقرة و المبدعين عاشوا حياتهم معتقدين أنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية لأن كل ما كانوا يبرعون فيه في المدرسة من مواد لم تكن تقدر أو حتى كانت توصم. لذلك يبتعد الكثير عن مواهبهم الحقيقية منذ سنوات المدرسة الأولى .
يعود روبنسون ليصف النظام التعليمي القائم على أنه شبيه بالنظام الصناعي حيث يتشابه المنتوج لوحدة عملية الإنتاج. و كبديل لهذا النموذج يقترح روبنسون الإنتقال إلى النموذج الزراعي حيث يجب خلق الظروف الملائمة لإزدهار الموارد البشرية .
لكي لا يكون تعليمنا مقبرة لأسمى هبات الله علينا ألا و هو الإبداع فالنظام التعليمي يحتاج إلى إعادة هيكلة أو إعادة توزيع للمواد لإيلاء التلاميذ حظوظا متساوية في إكتشاف نقاط قوتهم و إختيار المسارات التي تناسبهم بدل طمس هوياتهم الإبداعية فهؤلاء هم قادة الأمم أصحاب الإبداع والاستنباط، والاستنتاج والنقد والتحليل، وليس أهل التقليد والنمطية والاستسلام للموروث .
-
إيمانأما ما يُكتب فيبقَى وأما ما يقال فتذروهُ الرياح
التعليقات
ولكن لا حياة لمن تنادي ..
علينا تغيير الهرم الفاسد الذي يبيع الوطن ويقسمه لخدمة اجندات صهيونية وبعدها نغدوا لتغيير نمطية و روتينية تعليمنا لننهض حقا بجيل مبدع .