الاكتئاب ليس عذراً كافياً
كيف تمضي الثانوية مع الاكتئاب ؟
نشر في 26 يناير 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لطالما كنت تلك الطالبة المتفوقة ، المحبوبة لدى المعلمات و المعروفة في المدرسة ، تلك الطالبة حسنة السلوك و السيرة ، لكن كل شيء تغير منذ أصبحت أحمل الاكتئاب في حقيبتي المدرسية مع الكتب ، بالطبع أن تسقط من سماء التفوق إلى أرض الفشل شيء ليس بهين على عائلة ما اعتادت منك سواء الدرجات العالية و ليس سهل عليك كذلك أن ترى نفسك تتهاوى بعدما كنت في القمة. كنت أحاول بشدة أن أذاكر الدروس و لكني ما كنت أملك القدرة التي كانت حليفتي بالسابق ، فالدرس الذي كان ليستغرق مني ساعة أصبح مع الاكتئاب يستغرق 4 ساعات ، لطالما كنت أقارنني بنفسي السابقة المنجزة و أشتاط غضباً على نفسي كأنني ضيعت كل المجد الذي بنيته في السنين الماضية ، و نظراً لأن فترة الثانوية بالغة الحساسية لما فيها من تحديد لأمور مستقبيلة فقد أصبح القلق رفيقاً للاكتئاب الذي بدوره كان ضيفاً ثقيلاً ، كنت أكتئب بشدة حين أخسر درجة لأني أقول في قرارة نفسي مريم السابقة ما كانت لتخسرها بالإضافة إني دوماً أفكر بعائلتي التي سيخيب ظنها بي و هي من توقعت أن أحصل على درجات عالية ، كنت حريصة كل الحرص منذ تم تشخيصي بالاكتئاب أن لا أستغله لأي غاية و أن لا يكون مبرراً كافياً لأفشل ، كنت أخشى أن أكون من الذين يستغلون أمراضهم للحصول على تعاطف الناس أو الدرجات ، فكنت أذاكر الدرس و إن استغرق مني مدة طويلة و أكتفي بتحقيق انجازات صغيرة لا يلاحظها سواي إلا أن شعور الغضب تجاه نفسي لم يفارقني يوماً حتى قرأت في موقع ما أن المتسابق يستحيل أن يركض في سباق برجله المنكسرة و يستحيل أن يلوم نفسه على كسر أصابه بل أن هذا المتسابق كل همه أن يقوي رجله ليعود يربح سباقات أخرى ، هذه أنا و قلبي المكسور نحاول أن نربح السباق ، لعل من أسوأ الأشياء هو العتاب الذي سأتلقاه من عائلتي بعد ظهور نتيجة درجاتي ، هم لا يعرفون أي شيء عن معركتي و ما خضته و لا يعلمون بتركيزي و تشتته ، أتمنى أن تمضي هذه الفترة بخير و أن أصل للمرحلة التي أتقبل فيها أداء مريم المكتئبة و لا أظل أقارنه بأداء مريم السابقة فتلك مريمتين في ظروف مختلفة و لا يحكم على اثنين بشيء ما دام لم يمرا بنفس الظروف ، أتمنى أن أصل للسلام الداخلي و أن أفرح بانجازاتي الصغيرة و أرجو أن لا يتحطم شراعي على مرفأ الدراسة و أن أكون ممتنة لكل نجاحاتي البسيطة التي لا يعرفها سواي ، كاستيقاظي مبكراً للمدرسة في يوم سهرت أبكي فيه ، كمذاكرتي لاختبار الكيمياء و أنا اليوم الذي سبقه كنت في المستشفى ، كحفظي القصائد رغم قلة تركيزي ، و كمكتبي الذي أحاول ترتيبه ، كابتسامتي في المرآة صباحاً ، أريد أن أكتفي بالتصفيق لنفسي على نجاحي دون أن أحتاج للتصفيق في حفل تكريم الأوائل ، أريد أن أكون الأولى في عين نفسي ما دمت بذلت كل جهدي و أرجو أن يلتمسوا لي العذر عائلتي على قلة مستواي و أن يفخروا بنتيجتي ، يكفي الاكتئاب سوءً فما بالكم أن تكون مكتئب و في الثانوية ! صعب أن تفقد تركيزك في مرحلة تتطلب كل تركيز ممكن و صعب أن تختبر كأي طالب عادي بينما هو قضى ليلته في المذاكرة و أنت في المستشفى و أعلم أن الحياة ليس عادلة و الناجح الحقيقي هو من استطاع رغم كل يأسه أن يصنع انجازاً بسيطاً ، مريم المتفوقة كانت شيء عظيم و لكن مريم المكتئبة و هي تثابر شيء أعظم .
-
مريم تكتب هنا .من أنا هو سؤال صعب ! و لكن اسمي مريم و عمري 16 عاماً ، شخص عادي جداً ، دمتم بود جميعاً
التعليقات
ولكناسعي دائما لان تبني ذاتك وحاربي ذاك اليأس القابع بين قلوبنا ودائما وابداا ستبقين فخور بنفسك
ولكن ساذكرك بكلمتك التي احببتها(و لكن مريم المكتئبة و هي تثابر شيء أعظم )
أتمنى أنك مشغولة بالدراسة لأنها السنة الدراسية الأخيرة لك و كل شيء على ما يرام! وبحمد الله؟!..أوقات سعيدة مريم :).
أحسنت ..مكتئبة و تكتب شيئا عظيم...
في المقال القادم احذفي كلمة مكتئبة..أريد أن اتذوق الابداع في قلمك .
حقا انا معجب بطريقة كتابتك السلسة و الجميلة و كم الحكم التي نستخلصها من مقالاتك. و أنا لا اراك سوى شيء عظيم يا مريم فيما تكتبيته و فيما تمرين به.
و ان الله ابتلى من؟ الانبياء يا مريم... الانبياء... لم؟ لأنه يعلم انهم اقوياء... في آخر المطاف.. النجاح الحقيقي ليس في درجات و تخصصات مميزة... النجاح هو ان تعرف حقيقة وجودك و الهدف الذي وجدت من اجله.
تحياتي لك