كنتُ على اليابسة أعبرُ بنظري إلى ما وراء الجبال ممسكةً ببعض خصلات شعري فوجدتها تسقطُ كأعدائي ..

دخلتُ إلى غُرفتي كالمعتاد فوجدتُ جسدي يرتمي على السرير كضحية الإحتلال فلا طاقة لي على النهوض وكلي شغف للمقاومة !

سمعتُ أمي تنادي بعصبية يُسقطونهم كحبات الزيتون الأخضر ..أنظُري كم من أسرةٍ سقطت كأنها لاشئ!

لم تعلم أنها ترى جزء من أخبار الساعة فالحقيقة لن يُظهرها لك القاتل وسيزيفها بألف حكاية وحكاية ..الضرر المتكرر والكارثي يجعل من القضية حديث الرأي العام والكل يعبر عنها بطريقته الممكنة والمسموح بها فكم من صوت له آذانٌ كثيرة أجبر على السكوت أو الموت ..لم تعلم أمي أنها قضية فردية قبل ان تكون قضية رأي عام !

كان العالم منذ اكثر من أربعين يوما يرى تطبيق لمثل "عندما تسند الامور لغير أهلها فإنتظر الساعة !"

الآن نعيش هذه الواقعة بتفاصيلها الكارثية كل ثانية في مواقع التواصل فهناك بين الجثث حكايات مثيرة عن نجاحات لم تُحقق وقصص شاعرية لم تُعاش وصلاوات لم تصلى !

بين تلك الجثث رأينا الأطفال ونساء قتلى مشوهين وبعضهم أشلاء فلو وددتُ أن أكون نصرانيا أو مسيحيا او مسلما فإنني سأقف هناك بين الحجر و القاتل بين التكبير و الصبر هذه أركان المقاومة التي تمتد من أقصى شمال فلسطين إلى جنوبها .

عندما أرى شعب فلسطين يعاني أكثر من خمسين عاما من السلب عبر الإحتلال الإسرائي وكيف هم يقاتلونهم بالحجر تذكرت قصةً

عندما كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يقوم بتنفيذ رؤياه ذبح ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام اعترضه إبليس اللعين في ثلاث مواضع ليصده عن ذبح سيدنا إسماعيل عليه السلام، فرماه سيدنا إبراهيم بسبع حصوات في هذه الأماكن التي يقوم الحجاج فيها برمي الجمرات فأقول مستغربة هل للشيطان الآن وجه آخر متمثل بدولة الإحتلال ..

تنبهني فطرتي أن قصص الأنبياء تعاد بصور مختلف ذات هدف واحد واحدانية الله وإتباع شريعته على الأرض عبر رسل وأنبياء كان معضمهم مرو او إستقرو بأرض فلسطين فهي أرض الأنبياء و لازالت ..

يستحضرني الآن قول جمال خاشقجي عندما قال منزلة القدس من منزلة الحرمين فهو بهذه الجملة التعريفية المكملة للقضية أجبر من ينكر فلسطين للعرب على البحث مليا في عمق هذه الجملة فلحد الآن لم تستطع دولة الإحتلال على السيطرة على الرأي العام وخرج بعض ممثلين بإبتسامة الإنتكاسة مبررين أن معظهم ما حصل هو رد فعل فقط وأنها مظلومة في حين أننا نعلم أنها تتوسع تدريجيا إلى أن تصل لمصر فهي سرطان بين دول تنتشر بالموت ولن نستغرب إذا وجدنا تطبيق لمثل " عندما ترقص الضباع على جثة الأسد فإعلم لكثرتهم لا لقوتهم !"

فلا غالب إلا الله وفلسطين عاصمتها القدس وستظل 🇸🇩