عُنْجَهِيَّة الهَوى
عندما يسيطر الكبرياء على أحد العلاقات يفسدها ... لنحلق بعد ذلك في هذه الحياة دون رد يوصلنا الى البر .
نشر في 01 يوليوز 2018 وآخر تعديل بتاريخ 16 مارس 2024 .
جالسة تقرأ بكتابٍ جديد منذ أن دخلت الغرفة لم تخرج أبداً و كأن لا وجود لها في هذا العالم ، تمكن الكتاب منها و أخذ نصيبه من تلك العيون الجميلة التي انهكت و أصابها الغباش من القراءة المتواصلة ، بدأت أصابعها الرقيقة بالتعرق من حمل الكتاب و الشعور بألم في الكتفين أمر محتمل في مثل هذه الحالة .
تُقَلب الصفحات ببطء و هي مندمجة بكل حواسها بل بروحها أيضا في كل حرف ، في هذا السطر تتذكر موقف و بأخر تتذكر نصيحة و .... تتذكر كل شيء كأنَّ أحداً استرق النظر على حياتها و قام بنشرها حتى تلك الأشياء التي لم تستطيع التعبير عنها و ربما جزءاً من حكايتها لم تفهمه أو ردة فعل لم تتوقع حدوثها ، كان الكاتب الذكيّ يأخذها من حدث إلى حدثٍ آخر يسافر بها عبر تجارب الحياة ، كان الوحيد الذي يقف في صفها عندما لم تكن تطيق أي شيء في هذا العالم .
أخيراً تأخذ برهة من الوقت للتفكير بعد أن أغلقت الكتاب
( إنَّ التفكير أمراً جنونيّ في مثل حالتها ، هل ستتذكر أنها في حفرةِ الغربة أم تقوم بِعَد صفعات الشوق التي ضربت قلبها من قسوة الزمن، أم التفكير بذلك المغرور الذي فَضّل كبريائه على حساب الحب )
الأمور متشابكة هل الحنين بهذه الحالة ذنب أم أنه وحش يقتل ما تبقى من الأمل ؟ لم تكن تعرف إجابة واحدة على كل الأسئلة التي تقتحمها و تمزق ذكريات كانت أجمل ما حدث في حياتها .
القراءة كانت كل ما تهواه بعد ذلك المجنون الذي حطم كل شيء ، كانت تأخذ بعض الأمل منها و تحاول استرجاع شيء أضاعته في الحرب و ربما في محاولاتها الفاشلة للنجاة من كلمة ألقاها عليها المجتمع دون سابق إنذار ( عانس ) كلمة مثيرة للسخرية تضحك عندما تفكر في معناها .
جاء المساء لزيارتها بكل الهدوء الذي لا يعكس ما بداخلها ، سرعان ما تعود للقراءة حيث أدركت أن النوم لا يكفي للتخلص من الإرهاق أو ما خلفه الحب بقلبها ،ربما إذا ذهبت إلى السرير يراودها حلم مزعج تقف به في المنتصف و يصرخ من حولها بصوت واحد و مخيف ( عااااانس ) .
-
آلاء بوبليفي داخلي تنتقل الحروف مع خلاياي فتشكل قصص و روايات و الكثير الكثير من الأغنيات ، لكن من الخارج لا يوجد شيء كهذا فكل ما يسيطر هو الهدوء.