إسمحوا لي أن أصف لكم إمتداد عشقي لها كإمتداد بحور عيونها.
إسمحوا لي أن أكون ولو للحظة فنانا تشكيليا، أن أجسد عينيها في لوحة تجريدية مبهمة تنافس إبتسامة المونليزا الغامضة، أحضروا لي كل الألوان ما ظهر منها وما بطن إلا اللون الأسود فبينهما خصام قديم، تلك قصة أخرى إصتعصي علي فهمها.
ترعبني عيناها بنفس القدر الذي أنا مجنون بهما.
حاولت فك لغزهما، أن أكون قرصانا بمفهوم البحار فأفني عمري مبحرا في عينيها باحثا عن كنز يعوضني عمرا ضاع في التنقيب عنه، حاولت أيضا أن أكون قرصانا بمفهوم المبرمجين حتى أجد شيفرتهما الخاصة فأخترقهما لكن فشلت.
يرمياني تارة وتجدباني أخرى، تدعوانني تارة، وتارة لا أجد إسمي على لائحة المعازيم.
تجدبني عيناها فتتعب عيناي فأطلقهما في الغيوم والأشجار لتستريح، فأسمع أصوات في داخلي تنتفض وتستغيت إدمانا لعيونها.
عبودية هي، سحر أسود، عشق هو، لا أدري ولا يهمني فأنا منتشي.
عشت غريبا لا مأوى لي حتى إكتشفت وجود عينيها كمن إكتشف كوكبا جديدا كان خفيا، مأواي في عينيها،في ذلك الكوكب، في تلك الأرجوحة وفيها سأقضي ما تبقى لي العمر ولن أندم.