بسم الله الرحمان الرحيم 

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين 

قارئي العزيز كيف الحال?

في حفلات الأوسكار يملك الممثل الفائز الحق في تلك الدقيقة على الركح ليعبر فيها عما يجول في خاطره ما يحسه. ليشعر فيها بثمن تعبه ويحس النجاح 

تخيل لو أعطينا أوسكار لشخص دون إعطاءه فرصة الفرح به?!

نكون حينها سلبنا منه نجاحه وقيمة نجاحه والأوسكار .

تماما كما حدث مع تلك المسكينة التي كنا نسمع فقط صوتها في كرتون توم وجيري  .. المرأة التي بلا رأس لأنها فقط black afro

كم أعطيت من جائزة? لكن ولأنها ببشرة مغايرة أعطيت لها بغرفة ضيقة  بدون حضور ووحدها دون القاء كلمة واحدة .. فكان القهر على وجهها وليس الفرح

ليست دائما الجوائز مصدر فرح... لكن العوامل المحيطة تجعلك سعيدا لأنها تشعرك بقيمة ما أخذت 

ذات يوم كنت قريبة من القمر .. حسنا ذات فترة كنت القمر 

لوهلة أحسستني أحلق في السماء و كنت أطوي المسافات نحو النجاح 

ما أقصر الوقت .. تجري الأيام وينتقص من العمر و نحلم بالتغيير ولا نتغير

القاعدة بديهية ..تغير أنت ليتغير واقعك 

نحن:

يوما ما سنتغير .. مع الحفاظ على نفس الطريق والمنهج!

القاعدة 

تحرك الآن فلا تملك الا حاضرك 

نحن : 

بكاء على الأطلال ... الماضي.. تفكير بالمستقبل وعيش في الأحلام .

أما الحاضر? فضائع بين يا ليت وأتمنى 

قارئي العزيز 

هنا أصارح نفسي 

أين وصلت? 

ذات يوم منذ عشرين سنة وضعت خطة 

صدقني لم اتحرك من مربعي بل تقهقرت 

ذات يوم حلمت .. والان في هذا العمر وأدت أحلامي 

ما عادت تنفع لحاضري 

ماذا فعلت ليومي? أتوهم 

هل أريد النجاح أجل .. 

هل أنا مستعدة لنجاح? لا .أخافه. أخافه بشدة 

يلزمه طاقة لا أملكها 

يلزمها تغير لست مستعدة لتبعاته .. يلزمه جمهور يآزرك .. لا أملك ذلك 

يلزمك ظرف لتشعر بنجاحك .. لكني أعلم أني كالسيدة في توم وجيري 

أخاف النجاح لشيئين 

طريقه وعر يستنزف طاقة .. ما عدت أملكها. أملك فقط النزر القليل للعيش.. 

أخافه 

أخاف أن أفقده بعدما وصلت له 

وأخاف أن أحرم لذة الشعور بالنجاح فتتحل لمرارة 

وتلك لا يعلمها إلا نذر قليل من البشر 

تتعب وتشقى وتسهر وتعمل وفي الأخير يحرقونك رغم نجاحك .. فيذوق الشخص المرارة في الفم ويقهر ويمرض ويسقط من علي ولا راحم 

قضيت عمرا ودهورا أدرس ..  عملت وفي عملي ألفت كتبا وكله طي نسيان 

وفجأة هل جنيت  ثمرة نجاحي?

الخوف 

مما مضى مما هو آت .. ومما لو 

كنت أكتب كلمات تحت عنوان ماذا لو 

وفكرت أن تكون عنوان لكتاب 

وبقي الأمر فكرة لأني أخافها 

على مشارف هذا العمر .. عمر كان يجب أن أشعر فيه بالإستقرار النفسي والإستقلال المادي و جني ثمار التعب 

ماذا ملكت?

خوف من الإستقرار خوف من الذات وخوف من رغباتنا 

أريد أن أنجح وأخاف النجاح 

أريد التخلص من هاته الأنا ولا أملك غيرها 

أريد الإنطلاق ولا أملك طاقة 

أريد التحليق والخيوط تغلفني كمومياء .. حنطها خوفها 

كبرت قبل أواني أعترف 

لكنه نضوج عقلي .. أما النفسي فطفلة تخاف كله حتى نفسها 

ما أقسى أن يكبر الخارج ويلهث الداخل ليتبع خطاه ولاكنه أضعف من ذلك 

ماذا خلفت بي الحروب?

إنكسار رهيب... 

وأقوى إنكسار  هذا الإنفصام .. أن نرغب ونخاف ما نرغبه 

أيمكن للمرئ أن يحب ما يخافه? بالأحرى أن يخاف ما يحبه?

النجاح مثلا?

أجل ..حين يسلب منا .. ونقهر 

أفضل الحلمعلى دماره 

فلنا في الخيال حياة 

كلمة قلتها من 2010 وأذكر أن بائسة سعت  لتدميري سرقتها 

المضحك المبكي 

يحتقرونك لكن يتمنون مكانك . الحسد!

هل في هذا العمر مازال بنا طاقة ليلتهمها الخوف 

سلبت  الطفولة كلها خوفا من الأشباح  و الكبار.. و المراهقة سلبت خوفا من الخطئ والقيل والقال ... 

وسلب العمر في خوف مما مضى ومما سيأتي 

واليوم وبسرعة ترن صفارة الإنذار .. 

أين أنا ? بمربع الخوف 

بلا إستقلال ولا استقرار نفسي.. 

الأنانية مقبولة أحيانا ومن لم يتربى على بعضها داسته الأقدام 

أبحث عن عمل .. وأكاد ... ثم أتراجع وأقول وما ذنب طفلي ومن له?

أختنق بغصتي وأبقى في مربع الخوف .. وما يتغير اليوم 

أخاف من وأضيف إليها على 

والمضحك جرب أن تبوح بكل هذا 

سينظرون لك كمجنون يتفلسف بتفاهة 

ما المر?

الخوف 

ما الأمر منه الخوف وفي الأخير نكتشف تفاهة ما نخاف منه 

ما أتعس من ذلك? أن تخاف الخوف المركب 

منك وعليك .. ومنهم وعليهم 

حتى التعساء لهم حظوظ 

التعيس الذي يعيش تعاسته ويعطي لنفسه الحق  أكثر حظ من التعيس الذي يعرف أن السبب تافه ولكنه فاشل في تخطي ما يشعر به 

يصير تعيسا وفاشلا ويحتقر ذاته ولا يعطيها الحق 

فيكبت ما في قلبه .. وخين يختلي بنفسه لا ينصفها .. ولا يبكي 

ويتكتل القهر وتتمزق نياط القلب وهو مبتسم 

ومع الوقت يصير بتلك البلاهة فإن ابتسم ما يسعدك وإن حزن ما يحزن ?!

باسغراب واستكثار تقال له 

مر العمر ..وهما على وهم وهنا على وهن 

وماذا?

خفت . خفت حتى البكاء لأني لو بكيت سأنهار و لن أجد قوة لأواصل 

وبدل ذلك تسمرت بمكاني وتبلد إحساسي وصرت أقول

أتراني أملك الحق في أحلامي? أتراها مشروعة 

أتراني أملك حق النجاح والفرح!!!

أن تحزن فرق 

أن تحزن  وتؤجل حزنك لأنه ليس وقته فرق 

تحزن ولا تعطي لنفسك حق الحزن فرق 

أن تحزن وتخاف الحزن مرحلة أخرى 

أن تحزن وتحتقر نفسك لحزنك لأنه لا سبب لذلك مرتبة أعلى 

ونفسه الخوف 

أخاف أن أعترف .. تسلقت هذا السلم لكن الحمد لله .. خوفا من شيء أكبر 

أطلت عليكم أعذروني 

قليل من الجنون هنا أفضل من الواقع 

أترك للواقع لطف الله بي وتماسك الظاهر .. والداخل يغلي ولولا رحمة الله لكنا ... 

يومكم جميل