فــن التخـــريب .. أرقى فنـون البشــر .
بداية النهاية .. هي البداية الحقيقية , وهذا هو الغرض من هذا الفن الراقي ..
نشر في 03 يونيو 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
ليس كما تعتقد , ليس بالشئ السلبي الذي يوحي لعقلك من أول وهله أنه تدمير وتكسير وحُطام , بل أنه من أرقى فنون البشر التي تفننوا فيها منذ بداية الخلق والخليقة .. ولكن كيف وأنت بالطبع تعود لتقرأ عُنوان المقالة لتتأكد : هل هو حقاً كما قرأت في البداية ؟ , فن التخريب ؟! .. ماهذا وكيف له أن يصبح من إسمه البغيض المُنفر فناً راقياً تتهافت عليه العقول لمحاولة فهم ميكانيكيته الغريبة هي الأخرى ؟! ..
دعنا نُناقش هذا الفن خطوة بخطوة دون إستعجال أو هروله ..
كثيراً ما يُقال : أنا لا أستطيع الإستمرار على فعل هذا الأمر , لأني لم أبدأه من البداية كما تطلب مني , فحتماً ستكون نتيجته في الأخير ليست مُكتملة الأركان ولن أرضى عنها , فلما أستمر في قيامي به وأنا لا أجد ما أتمناه فيه ؟! .. كثيراً أيضاً يُقال : لا أنا لا اُحب أن أستمر في تلك العلاقة الفاشلة التي تزعج قلبي ومشاعري وتستنفذ بل وتستنزف كل ما أحويه من أحاسيس كفيلة لتُغطي الكون كله , فلماذا أستمر فيها وأنا لا أجد فيها راحتي وراحة قلبي وبالي ؟! .. ولمرة ثالثة يُقال كثيراً : ما الجدوى في إستمراري في هذا العمل الذي وعلى الرغم من أني قد وصلت فيه لمركز مرموق ودرجة عالية من الترقيات والمُرتب المُجزي الذي أتلقاه كل 30 يوم ولكني أشعر أنه قد سلبني من دفئ الأسرة ولمة العيلة , أفتقد ذلك جداً فما الدافع من إكمال ما تبقى من حياتي المهنية فيه ؟! .. أنت قد وجدت نفسك بالطبع في واحداً منهم , إما أولهم أو ثانيهم أو ثالثهم أو حتى جميعهم , لا يهم .. الأهم من ذلك أن ذلك يحدث دون أي شك , ولكني أتساءل : يا هل ترى , ما الذي يدفعهم للإستكمال في كل هذه الطرق التي حتماً نهايتها خراب أكثر من عُنوان المقال اليوم ؟ , ما هو الشئ ذو القوة الخفية الذي يُجبرهم على التحمل من أجل تحقيق المطلوب أياً كانت درجة الرضا عنه , أو إستكمال علاقة حب فاشلة مُنتهية قبل أن تبدأ , أو الحصول على " شوية ورق مُلون " مقابل سلب الحياة الأسرية والشخصية وتمزيقها ؟! ..
إذا .. فلكل إنسان طرق يأبى أن يسير فيها حتى النهاية , لكل منا نهاية يُريد أن يكتبها في كتاب حياته ولكنه يفتقر لــ " القلم " الذي هو البداية لهذه النهاية , لكل منا ذلك الشئ الذي نبغض وجوده في حياتنا وإن إختفى وإنقضى حتماً سنجد من الراحة ما تمنينا , ولكن ما هي البداية لنهاية كل ذلك ؟ , ماهي النهاية الحقيقية التي بها سنبدأ حياتنا التي نحتاج إليها أشد الحاجة , قد نكون نحتاج إليها أكثر من إحتياجنا لكوب الماء الذي لا نقوى أن نحيا بدونه , ولكن تلك البداية هي شربة الماء لنا حقاً , ودونها مستحيل ان نشعر بقيمة حياتنا ..
إنه التخريب الذي وجدته وقرأته في بداية المقال , نعم , ليس لنا غيره الآن من أسلحة وأدوات لتهشيم ذلك الطريق الصلب من أسفلت الإجبار , ولكن ها نحن الآن قد إقتنصنا شعلة البداية , التي بها سيتحقق المُراد ونتحرر من قبضة لم ولن نعرف من فرضها علينا , أهي الحياة أم نحن ذاتنا من فرضها على أنفسنا ؟.. ولكننا في نهاية الآمر قد وجدنا الحل الأمثل الذي سيقف أمام هذه القبضة ويُدمرها أشد تدمير وأعنف تخريب ..
إليك التفاصيل :
إن كنت لا تقوى على الإستمرار فيما أنت عليه , فما مفر من الصدام , نعم الصدام وليس لدينا حلول أخرى , تصادم معه بكل ما اوتيت من قوة وصلابة , لن تدع جزءاً فيه إلا وتُدمره وتُكسره وتُهشمه قدر ما إستطعت وقدر ما لم تستطع حتى , إجعله يتساقط أمامك وقف أنت أمام تساقطه مُستمتعاً بصدى تصادمه بأرضك القاسية , تمتع بصوت تكسره وإنتهائه وفناءه ولا تتعجل الرحيل عن ذلك المشهد الذي هو بدايتك الحقيقة التي لطالما أردتها أن تبدأ ويحين موعدها وها هو قد حان وأنت من أمرت له أن يحين .. فهنيئاً لك على تلك اللحظة الأروع في تاريخك ..
بهذا التخريب ستتخلص من القيود التي فُرضت عليك ولم تكن تقوى على التخلص منها , ولم تكن تتوقع حتى أنك في يوماً من الأيام ستقوى على التخلص منها , ولكنك إستطعت الآن , وهذا هو يا سادة يا كرام الفن الأرقى الذي لم أجد فناً يُساويه في الجمال والنتيجة المُبهرة التي ستراها عيون حياتنا , قد يكون فن الرسم أسمى الفنون , ولكن هل رأيت يوماً ما فناً تكون نتيجته تسطير لكتاب حياتك من جديد ؟ , هل رأيت هدف أسمى وأرقى من ذلك ؟ .. لا ولن تجد ..
هذا هو فن التخريب , الذي ورغم إسنه الغريب فهو على نقيض ما دار في بالك حياله في أول الأمر , هو بمعنى أصح فن إستخلاص الإصلاح من قلب الخراب , ولكنها في النهاية يجب أن يُطلق عليه مُسمى واضح له فإذاً هو .. فن التخريب " الراقي وسامي الهدف " ..
فإن سخطت على طريق ولا تقوى على الإستمرار فيه , فلا تضطرب ولا تجزع , فقط قم بتخريبه وأبدأ من جديد , ففي بدايتك هذه تكمن حياتك الأصلية .. فكن فناناً فيه .
التعليقات
قومي من تحت الردم ...قومي من تحت الردم
ان الثورة ..ان الثورة ..تولد من رحم الاحزان
وكذلك الانسان يولد من التغير و المواجهة والمجابهة والانكسار والترميم حتى يكون ما هو عليه وانظري لمن كان نجاحه فجأة كيف يسقط عند اول عثرة، رأيك صائب جدا في ضرورة اعادة النظر في اختيارنا حالة عدم الاقتناع بما نفعل ، محفز جدا جدا ، دمت ناصحة
لنا تحياتي.
مقالة في القمة .. استطعت من خلالها و صف واحد من اروع و ارقى الفنون .. .إنه فن التخريب ..اعجبتني الفكرة حقا ..
استمتعت ...
اتمنى لك التوفيق ..
ثانيا . التخلص من القيود التي فرضت علينا...
وبالتالي ... كسر ( تخريب) تلك الأغلال او
( القيود) التى تحول دون استكمال اي عمل نقوم به ( ايا كان ) ...ومن ثم البدء من جديد ... بدون تلك العوائق ( القيود) .. دام فكرك وقلمك البناء الهادف.. نورا