"طارت النّفحة" هي عبارةٌ تونسيّة تُستخدَمُ عندما ينتظر أحدُنا شيئًا ما بفارغ الصّبر و شهيّةٌشرهة.. ثُمّ يفقد فجأة لذّة الانتظار و يفقِدُ معها تلك الشّهيّة.
و هذا ما حدث في حِكايَتي و ماجِد، إن صَحّ وصفها ب "الحكاية" أصلًا.
فقد فقدتُ ذلك الشّعور الجارف بالرّغبة في التّقرّب منه و معرفته، غيرتي الغير المحقّة عليه، فضولي نحوه، مراقبته، محاولة تخيّل ما قد يكون عليه مستقبلُنا معًا..
فقدتُ كُلّ هذه المشاعر دُفعةً واحدة، و لا سبب مُحدّد.
أهو المَلل؟ أم نفاذُ الصّبر؟ أم الإهمال؟ أم الخذلان؟
لا عِلم لي حقًّا، لكن كُلّ ما أعرفُهُ أنّي أنا "تسنيم" لم أسمَح لشخصٍ أيًّا كان مُسمّاه في حياتي بإهانَتي مُنذُ أن تولّيتُ مسؤوليّةَ نفسي. فقد عاهدتُ نفسي أنّي لن أقبل الإهانة و لن أسكُت عليها.
و ماجِد أهانني و استصغرني عندما يرى رسالةً منّي و يتأخّر في الرّد عليها لفترة تُقدّرُ بالدّقائق و قد تمتد لساعات. و يهينُني أكثر عندما أجدُني أضع مئات الأعذار و الأسباب لتأخّره في الرّد، فأنا ليست من عاداتي تبرير التّصرُّفات الواضحة.
يستصغِرُني ماجِد عندما أجدُني أتصرّفُ على خلافِ سجيّتي في أتفه الأمور. فمثلًا أنا أستخدمُ ال emojis بكثرة في مُحادثاتي، أمّا بالنسبة لماجِد فهو يُشعِرُني في أغلب الأوقات أنّه يتصدّق عليّ بتلك ال emojis. فوجدتُ نفسي بلا وعي أُقلّل من استخدامها مثله. هذا يُشعرُني بالغباء! فأنا لم أكُن إمّعة، و لن أكون يومًا..
بدأت أشُمّ رائحة النّهاية، نهاية ما بيننا. سواءً أكان صداقةً أم علاقة أم بداية علاقة..
سوف لن أُعطي المزيد من الفُرَص مهما حاول أن يرقع "مرقعته".
صحيح أنّ الفُرص الّتي منحتُه إيّاها أشعرتني بالضعف و اليأس، إلّا أنّها تُطَمئِنُنِي الآن. تطمئنُني لأنّي سوف لن أشعُر في يومٍ من أيّام المُستقبل المجهول أنّي و أدتُ ما كان بالإمكان أن يولَدَ بيننا.
و تذكّرتُ أحمد خالِد توفيق عندما قال: " أشعُرُ بارتياحٍ عندما يخسر الشّخصُ مكانَتُه بنفسِهِ بطريقة تصرّفاتِه و أفعالِه، فهوَ لا يفعلُ شيئًا سِوى بأنّهُ يعودُ كما كانَ غَريبًا لا يَعني لي شيئًا".
و هذه ترجمةٌ فعليّة للأفكار الّتي تدور في عقلي الآن.