في هذه المقالة سأُحب أن أشارككم ٤ عادات صحية اتبعتها في حياتي ، و كانت ذا فائدة ملحوظة و نعمة جميلة أحمد الله عليها و على تسخيرها لي في طريقي .
أؤمن بأن حياة الإنسان مبنية على سلسلة من العادات المبرجمة في عقله و هذه العادات إما أن تكون صحيحة أو خاطئة ، لكن غالباً ما تكون سيئة و تؤدي إلى نمط معيشة غير صحي أبداً .
لذلك إذا كنّا نريد التقدم و التطور في حياتنا ، و العيش بشكل أفضل يجب علينا أن نكسر و نمحي جميع العادات السيئة المبرمجين عليها منذ الصغر و التي تطور بعضها إلى ما هو أسوء مع الكِبر .
"أربع أشياء تُمرض الجسم : الكلام الكثير، و النوم الكثير، و الأكل الكثير ، و الجماع الكثير، و أربعة تهدم البدن هي : الهم، و الحزن، و الجوع، و السهر، و أربعة تُيَبّس الوجه و تُذهب ماءه و بهجته : الكذب، و الوقاحة، و كثرة السؤال عن غير علم، و كثرة الفجور ." - ابن القيم
الآن سأذكرها لكم مع قليل من الشرح لأهميتها و أثرها :
* تنظيم الوقت
يساعد و يسهل على فعالية الإنجاز في اليوم و الحد من التسويف المستمر ، و بالتالي عند نهاية كل شهر ترى إنجازاتك بكل وضوح و يسهل عليك رؤية أهدافك ، و وضع أهداف جديدة لتحقيقها خلال السنة و عند نهايتها سترى ماهي الإيجابيات التي ستعززها في نفسك و تشعر بالفخر نحوها ، و ما هي السلبيات التي ستتخلص منها و تشعر بالضرورة لتغييرها .
أحد الأمور المهمة التي ساعدتني جداً في تنظيم وقتي و حياتي بشكل عام هي طباعة تقويم السنة ، و خاصة تقويم رفيقتي التي صممته بكل جودة و إبداع الذي يركز على عجلة الحياة بـجوانبها الـثمانية ، سأرفق لكم رابط تحميل التقويم لمن يرغب في طباعته .
- ملاحظة : تنظيم الوقت لا يعني الإلتزام به كحد السيف و الشعور بالحزن أو العصبية عند عدم حصول ما تم تخطيطه ، يجب أن لا ننسى بأن نكون وسطيين في توقعاتنا و أن لا نطالب بالكمال من أنفسنا و نترك مجال للعفوية ، اجعل خطة يومك واضحة و اسعى لتحقيقها ، و إن لم تحدث لأمور خارجة عن سيطرتك الشخصية فلا بأس !
* التثقيف المستمر
يكون ذلك بقراءة الكتب ، أو المقالات ، أو بعض المنشورات التي تراها في حسابات السوشال ميديا ، و أيضاً عبر مشاهدة برامج أو سماع بودكاستات على الجوال أو السيارة ، جميع ما سبق الهدف منه الفائدة التي تُنير العقل و تُؤثر على القلب و الروح ، و أيضاً بنسبة كبيرة الخيال ؛ لأن خيال الإنسان من الناحية النفسية جداً مهم تغذيته بكل ما هو جميل و مفيد و مؤثر ، و كذلك العقل يجب أن نمرنه على التفكير و المناقشة و إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهنا ، التَّفكُّر في أمور تستوقفنا و طرح الأسئلة ثم إيجاد أجوبتها .
- أنصحكم بسماع حلقة : كيف نبني عادات تدوم ؟ ، من بودكاست إبصار لـ مشاعل العتيبي ، يحاكي نفس الموضوع الذي طرحته و لكن بشكل آخر مفيد جداً و مهم .
* تعزيز الجانب الديني
أحد أهم الأمور على الإطلاق في حياتنا هي الإهتمام بالجانب الديني و الروحاني ، و تقوية علاقتنا مع الله لأنها أهم و أجمل علاقة بكل حتمية ؛ لأنه كل ما كان الاتصال بربنا على نحو أفضل كل ما كان أثر تلك العلاقة واضح علينا ، و خصوصاً من الناحية النفسية و قد يؤدي هذا إلى السلام الداخلي الذي نستحق الشعور به .
كما قرأت ذات مرة في كتاب قواعد العشق الأربعون أمراً ترك أثره الجميل عليّ حتى الآن ، فتقول إليف شافاك :
"القاعدة الأولى : إن الطريقة التي نرى فيها الله ما هيَ إلا انعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا ، فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا إلا الخوف و الملامة ، فهذا يعني أن قدراً كبيراً من الخوف و الملامة يتدفق في نفوسنا ، أما إذا رأينا الله مُفعماً بالمحبَّة و الرحمة ، فإننا نكون كذلك ."
قد كان الكتاب بشكل عام في غاية الأهمية لتوسُّع فهمي و إدراكي لكثير من الأمور التي كنت غافلة عنها .
- احرص على قراءة و لو صفحة واحدة من القرآن يومياً و حاول أن لا تكون قراءة عادية كما لو أنك تقرأ جريدة أو مجلة ، بل اجعلها تكون قراءة بتأمل أكثر و هدوء و تأنّي من غير استعجال ، أو حاول المداومة على أي صلاة من صلاوات النوافل .
* البيئة المُحيطة
ضروري جداً أن ننتبه على البيئة التي تحيطنا ، و ذلك من ناحية المنزل و الأهل ، الأصدقاء و المعارف و حتى الحسابات التي نتابعها على السوشال ميديا ، جميعها تؤثر فينا بشكلٍ ملحوظ أو بآخر ، و بسبب هذا التأثير قد تتغير حياتنا للأحسن أو للأسوء ، فقد لاحظت ذلك في حياتي ، و بسبب الدائرة التي أحيط بها نفسي من الأهل و الأصدقاء و المعارف و حتى المؤثرين و حسابات السوشال ميديا ، التمست تغيير جميل و أفضل في حياتي ، و رفع في مستوى جودة حياتي الحالية .
كما قال النبي ﷺ : "من أَحبّ قوماً فهو منهم ."
فـجميعنا نستحق حياة تُشبهنا ، في كل تفاصيلها ..
في طموحنا ، في أحلامنا ، في سعينا ، في معاركنا ، في رغباتنا ، و كلما تقربنا ممن يُشبهنا طابت الحياة لنا أكثر و زادت فرصنا في النجاح فيما نرغب فيه و استطعنا أن نستغل و نخلق لأنفسنا فرص جديدة لأمور عديدة نرغب بها ، أو حتى بعضها لم تكن في الحسبان .
"يمكنك التوصل إلى أعظم الأفكار ، لكنك ستحتاج إلى من يساعدك على تحويل هذه الأفكار إلى نتائج ، فلا يمكننا الوصول إلى القمة إلا إذا تعاونا جميعاً ." - والت ديزني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في النهاية أرغب و بشدة من أن تصلكم الفائدة التي أحاول أن أقدمها لكم بكل صدق من تجربتي الشخصية ، و لله الحمد استطعت بتطبيق هذه العادات و الاستمرار عليها تحقيق بعض من أحلامي التي طال انتظارها ، و لكن في النهاية استطعت !
و سأستطيع دائماً ، طالما أني أتنفس و تضخ الحياة داخل قلبي و رُوحي مليئة بالأمل ، فكل ما أرغب به هو أن أحيا حياة تُشبهني ، تُلائمني من كل النواحي لأني أستحق ذلك ، و أنتم أيضاً تستحقون كل ما يسعدكم و يشعركم بالـهناء و الرضـا تجاه أنفسكم و حياتكم .
"اللحظة قد تغير يومك . اليوم قد يغير حياتك . حياتك قد تغير العالم ." - أحمد الشقيري
سيبقى شعاري دائماً ، أني خُلقت لأسعى ثم اخترت أن أجتهد في مسعاي و آمنت بكل ما أنزله ربي .
-
دلالخلقت لأسعى و اخترت أن أجتهد في مسعاي و مؤمنة بكل ما أنزله ربي . محبة و عاشقة للفن
التعليقات
بوركتِ وسددتِ ووفقتِ حبيبتي.
"إن الطريقة التي نرى فيها الله ما هيَ إلا انعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا
فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا إلا الخوف و الملامة ، فهذا يعني أن قدراً كبيراً من الخوف و الملامة يتدفق في نفوسنا ، أما إذا رأينا الله مُفعماً بالمحبَّة و الرحمة ، فإننا نكون كذلك":
الأسلوب لعله مرتبط أو متأثر بالاعتقاد الصوفي.
ثم إن أركان العبادة ثلاث: الخوف، والمحبة، والرجاء.
يجب علينا أن لا نركن إلى أحدها، ونهمل الآخر؛ قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}
بالتوفيق عزيزتي.