قرأتُ بالصدفة جملة " كلُّ كلب يتصنع المثالية مع الوقت سينبحُ بالخطأ !"
ثم في نفس المكان كانت جملة تطالها آثار النسيان وكانت " ويبقى الإحترام سيِّد كل العلاقات ! "
تعجبتُ من قوة الكلمات والتي كانت تُزين شوارع مدينتي التي تبدو عليها ملامح التقدم والإزدهار ..!
أخرجتني هذه الجمل من مزاجي العادي إلى مزاج المغرم العاشق الذي يُحرق مدينته لأجل رؤية إنعكاس صورتها ..صورة تلك المرأة التي جعلته يعيشُ جملة :
" إليها ...حيثُ لا غروب !" .
فمدينتي ليس بباريس ولا لندن بل هيا مدينة تأسست من الحرب وللحرب..مدينة من حرفين وبها قصص وحكاوي يُلخصها البعض في جملة على هامش الحائط أو الأعمدة ، هذا البوح العاطفي المكبوت مخيفٌ نوعا ما !
فكلُّ شخص مرَّ بجانبي وظله لامس ظلي له حكاية غنية بأحداث كأنها سره صغير !
جوفُ مدينتي به مخاض الإعتراف..أسمع قهقهات وضحكات بعضهن وأرى إنكسارا في عيون تلك وثقة في عيون زوجين كانت أجمل ما رأيت ذاك اليوم ..!
لم أعهد هذا الصخب بمدينتي الساحلية الجميلة فما الذي حدث !
في كل مرة كنتُ أرى فيها شئ يقلقني فالنساء في مدينتي أصبحن أكثر تمردا والرجال أصبحوا بدورهم أكثر عنادا من قبل ..!
فهل خاب ظنهم في الإختيار فمعظهم كانوا يؤمنون بالرجل ذو النظرات الصادقة و الرجال في المرأة الحضن والوطن ..يُذكرونني بجنود الحرب بعد الخسارة فوجوههم تعتليها نظرات الحزن و الضياع فلاوطن لهم ولا حياة كما حاربوا لإمتلاكها !
مدينتي أصبحت تحتضن مشاعر الجميع بصمتٍ وحكمة فهي التي هرع إليها عاشقٌ الحرية والمرأة !
حتى مستشفياتها تنزف من الفقد ..
أقسى ما قرأت على جدران أحد مستشفيات المدينة :
" حاسبو الفعل ، ردَّة الفعل دائما بريئة ! " .
-
ابتسام الضاويكل كنوز الأرض لا تساوي راحة بالك