.
لم استطع ان اتمالك نفسي من البكاء عندما اصطحبت البارحة عجوزاً يقارب التسعين من عمره الى دائرة الاجانب وطلبوا منه بصمة اصابعه !!!!!!
البصمة لم تظهر 😢😢😢😢😢 فقد اكل الزمان عليها وشرب ...اهكذا هي اعمارنا !!! ننتهي من حيث بدأنا ...وتلك هي اجسادنا تشهد على عذابات السنين ومر الايام والمواقف ....
سألته الموظفة : فيمَ افنيت عمرك ايها المسن ؟ لم يُجب !!!! فلا اجابة تختصر تسعين عاماً من اعمارنا ...
تخيلت حينها وقوفنا امام خالق هذا الجسد وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لاتزولا قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسئل عن اربع : عن عمره فيم افناه وعن جسده فيم ابلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من اين اكتسبه واين انفقه )
ماذا ستكون الاجابة ياتُرى ؟! عزّ السائل والسؤال ...
عندما لم تظهر بصمته نظرت الى وجهه وقد اغرورقت عيناه بالدموع وهز برأسه وكأنه يعلم بأن النهاية قد اقتربت ...
حاولت الموظفة ان تجرب الاصابع فلم تنجح فاكتفت بما ظهر لها !!!!
ليتني استطيع ان امنحك شيئاً من الامل ايها العجوز ...لقد اعطيتني درساً كاملاً متكاملاً دون ان تتفوه بكلمة ولخصت لي رحلة العمر ومعنى هذه الدنيا التي نلهث وراءها بنهم وغباء لنعيش فقط لرغباتنا وشهواتنا ونتناحر عليها وكأننا سنخلّد فيها ...هي ايامٌ معدودات ( كم لبثتم في الدنيا عدد سنين ...قالوا لبثنا يوماً او بعض يوم فاسأل العادّين ...) صدق الله العظيم ...😔😔😔😔😔
ام حبيب الله لينا
-
لينا عبدالله نجمةكاتبة حرة...