موجعة فكرة رثاء روحٍ لا تعرفها ولكن صادف أنَّ الجميع عرفها لأنها تمثل لنا صورة عميقة عن ما وصلت له الإنسانية من إنحطاط وهمجية ..فعليكِ السلام يا كل روحٍ جرى دمها ظلما وعدوانا ، فشاخت لفرط الحزن والهم وجوه أهاليها فلو ضرب عمر ابن الخطاب في زمننا هذا بغضبٍ عصاه على الأرض لوجدتَ بقدرة الله القصاص ثم القصاص ..
تتبعتُ وجوه أهاليهم فسكنتْ رغما عنهم الوحشة و الكآبة و تجدني أقول آسفا
"شاخت وجوه المسلمين ولا عاد في وسعهم النوم سليمي الفؤاد ! "
فما الذي جرى للمسلم الذي كان عزيز النفس طاهر النوايا وكبيرٌ على أمة إقرأ أن نغفو على قتل فلان وفلان ومن إستباح وشرَّع القتل في زماننا هذا !
ليس لي الآن إلا أن أطلب الله أن يملأ بيوت المسلمين بغيث من الرحمة و السكون و الحب فلا عاد في وسعنا أن نعاتب الخمر و ساقيها فالذي حصل أفضع من الوصف فتبدلتْ من ارض الثمر و النوى إلى ارض الدم و الرصاص ..فسلام على ابن ادم فنقول بعون الله سيأتي من يقيم دينها و يصلب طولها فلو كنتُ في السبيعنً أو العشرين أو عشر سنوات فإني أرى كبير على المسلمين أن تزهق روحها كل يوم لأسباب لا تبيح قتل النفس بتاتا !
فمن قَتل فقد ظلم نفسه ومن قُتل فله الله لن تحرره مواساتنا يوماً من من ظلمه ولكنه عند الله وما عند الله لن يضيع ..
مؤثرٌ جدا أن تجد حزنهم بصور مختلف فمنهم من تلاحق جثة ابنه او ابنته بعيون الحسرة و الأسى و الغضب و الضعف والهوان ..مشاعر متضاربة و رغبة برجوع بالزمن لمنع ما حصل من أن يحصل فلو طافت روح فقيدهم عيانا لوجدو في كلامهم مواجع العالم وصوتهم مغطى بحزن هجرته الفرحة و الانس و السعادة فلا عاد في وسع القاتل الندم ولا المقتول من الهروب او الرجوع للحياة فشيَّبتهم للحظة الفقد هذه ومنهم من نازع غمة الحزن سنوات ووسائدهم إبتلت كل لليلة فما الذي جرى لبني آدم من أن يهجر مواطن السلم والسلام و أن يركب على دابة الشيطان شامخا فأعاف ما حصل وأعاتب كل من فكر بأن يجفَّ قلب ام او اب من ابنه او ابنته فكفى بالله وكيلا ..
-
ابتسام الضاويكل كنوز الأرض لا تساوي راحة بالك