ماما اميرة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ماما اميرة

  نشر في 04 يناير 2017 .

"

___________

لا ادرى لماذا يهتز قلبى دائما ويلتاع اساً عندما يحدث مكروها لاخوتنا الاقباط شركاء الوطن .

كنت اليت على نفسى الا شان لى بما يدور من احداث

يكفينى ما بى .....

ولكن لا سيما والحادث جلل فى يوم احتفالنا بمولد الهادى صلى الله عليه وسلم فلا استطيع السكوت والتزام الصمت فالامر يتجاوز ذلك بكثيراذ اليوم اعود الى ما كان.

__________________________________________________

ربتنى صغيرا " ماما اميرة " جارتنا حين مرضت امى وكنت صغيرا لم اتجاوز سن الفطام الا قليلا , كانت ترعانى حتى سن الخامسة الذى انتقلنا فيه الى منزل اخر جديد

وكنت ازورها دائما مع امى بعد ذلك حتى حين .

كنت انظر اليها نظرة لازلت اذكرها حتى الان لا ادرى كيف لازال عقلى وذاكرتى يحتفظان بها حتى الان وكانت هى تبادل نظرتى بنظرة لا انساها ابدا ثم تربت على راسى وتحنو على دون كلام.

كنت انظر اليها ويجول فيها نظرى متفحصا متاملا متسائلا : ان امى مريضة فهل انتى من سيكون لى العون والملاذ ؟ ثم انظر فى عينيها آملاً فى استشفاف الجواب .

وكانت تنظر الى كأنما تقرا ما يدور فى خلد الطفل الصغير فتضع يدها على راسى و لسان حالها يقول : لا عليك انا ايضا امك , رعايتك هى مسئوليتى .....

لا حوار يطول ولا كلام يقال كان قادرا على منحى السكينة التى منحتنى اياها بنظرتها وربتتها الحانية فكانما كانت تعرف اننى لا احتاج منها الكلمات فلا زالت مفرداتى اللغوية غير ذات متسع ولم اكن فعلا اريد منها اكثر من ذلك حتى اطمأن وكنت اسميها "ماما اميرة " دون اتفاق اوتوجيه وكأن ردها الصامت يجيب : نعم انت ولدى

لم يزايلنى شعورى هذا ابدا نحو " ماما اميرة "

ابناؤها "لالا" "سلوى" " سونا" كانوا اكبر سنا منى بكثير, كنت انظر لهم دائما انهم ملاذا امنا لى - وقد كانوا - فلم اكن ادرك بعد معنى الاخوة الا من خلال اخى الصغير االذى ما ان اتى الى الدنيا حتى مرضت امى , حتى كلبها " ريكس " الذى كنت اخافه بشدة فكنت اصاب بالذعر حين يظهر امامى فجاة و كنت انظر فى عينيه فيجلس امامى هادئا يبادلنى نظرة بنظرة ولسان حاله يقول لا عليك يا فتى ......

غابت ماما اميرة سنوات طوال اذ بعد ان شببت عن الطوق كانت امى تزورها منفردة من دونى حتى علمت انها مريضة وان امى ستزورها فى المستشفى كنت حينها فى قرابة العاشرة او يزيد - زرتها معها ورايتها مرة اخرى فلقيتنى بنفس نظرتها الحانية فى كلال واشارت الى ان اقترب ووضعت يدها على راسى فتذكرت ما كان لازلت اشعر بامان لمستها على راسى من جديد لم يتغير ولم يتبدل بانقضاء السنين رغم تبدل الحال .

اذكر حوارها حتى الان

قالت لامى : " سمير " اسلم واتجوز مسلمة

اجابتها : لا تحزنى خللى بالك من نفسك

فردت بسكينة واستسلام : نحن وانتم واحد " عزيز " زعل شوية وخلاص ابننا هنعمل ايه

احنا وانتم واحد .

رنت الكلمة فى اذنى احنا وانتم واحد .

كنت اعرف اننى مسلم وانهم مسيحيون فلطالما سمعتها كثيرا حين ياتى على لسان احدهم مستفهما عن من يرعانى وكانت دائما الاجابة دائما : اميرة جارتنا وياتى الاستفهام : القبطية ؟ او حين يسال احدهم من هذا الغلام وتكون الاجابة : ابن جارتنا " احمد " فيمزح احدهم انت مسلم ؟

احنا وانتم واحد ؟ لم يجل بخاطرى ابدا اننى وماما اميرة اثنان .. ابدا لم يخطر لى على بال رغما عن طول العهد واتصال البعد .

ثم لا تلبث ان تاخذ الايام دورتها من جديد اسافر ... اعود ... التحق بالجامعة ...... تموت امى ............ وحين تلقى العزاء اجدها امامى فى اوائل المعزين باكية بكاءا مريرا

اندفع اليها تنظر فى عينى ...انظر فى عينيها ... ثم ارتمى فى حضنها باكيا , لقد ماتت امى يا " ماما اميرة " فتضع يدها على راسى ... اتاملها من جديد .....ضمر جسدها فلقد فعلت بها السنون فعلتها الازلية ....يال فعل السنين .

كيف عرفت ؟؟؟؟؟؟؟؟ من اعلمها ؟؟؟؟؟ لم استفسر ولم يعننى على الاطلاق ذلك بل لم يدر بخلدى مثل هذا الخاطر ابدا اذ من الطبيعى والحتمى وفى مثل هذا الظرف ان تكون "ماما اميرة" الى جانبى ....

لم يفعلها احد معى ابدا ........... لم يضع ابدا احد ... اى احد يده اطلاقا على راسى

ابدا لم يفعلها احد وابدا لم اسمح لاحد على مر السنين ان يفعل بى كذلك الا " ماما اميرة "

دارت ايامنا وانقطع خبرها عنى ولكنها ابدا لم تغب عن وجدانى او شعورى الباطنى فابدا لم اجد ليدها الحانية على راسى بديل ..... لا بديل ل " ماما اميرة "

اليوم اعود لاتذكرها وابكى لها ويعتصر قلبى فحين يمس اخوتنا الاقباط - " كاقباط " - مس , اشعر انه موجه لها هى اشعر ان الاذى والضركله ينصب فى اتجاهها هى فاسى لى ولها ...

لا شك عندى انه قد غيبتها الايام عن دنيانا ولكنها ابدا لا تغيب عن وجدانى تظل " ماما اميرة " محفورة فى نفسى اصابعها الرقيقة لا زلت اشعر ربتتها الحانية على رأسى فيلهج لها فؤادى .

اليوم اشعر بالحزن واشعر بالفقد ويشتعل قلبى بالاسى فلقد مس الاقباط ضر لا شك انه يؤذى "ماما اميرة " وما يؤذيها لا شك يؤذينى وبشدة حتى اننى حين افكر فى ذلك فاننى ارغب ودون ارادة فى البكاء ....

لم تكن هذه هى المرة الاولى التى ينتابنى هذا الشعور الذى لا استغربه اطلاقا , نفس هذا الاحساس قد انتابنى حينما مات الاقباط فى ماسبيرو .

انتابنى الشعور ذاته ... الاسى , الفقد , الرغبة الشديدة بالبكاء لكانما اتخيل ان ما اصابهم حتما ولابد كان سيصيب "ماما اميرة" فآسى وارتاع

لست هنا فى مجال التحليل والنقد ولست محاولا فهم الدوافع المحركة لمشاعرنا ولست بصدد محاولة فهم الحدث وكيف صار ولماذا حدث

اليوم فقط انا جد حزين ......... فى منتهى الحزن والاسى على فراق امى وفراق "ماما اميرة" فى يوم ذكرى مولد رسولنا وحبيبنا وشفيعنا ورسولنا الهادى محمد صلى الله عليه وسلم .



   نشر في 04 يناير 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا