بعد موت اغسطس اعيد طرح قضية الملكية ، لأن مبدأ الوراثة (المحول الاساسي ) لم يكن قد حسم بعد ، فمن حيث الاخلاق والتقاليد الجمهورية السابقة يعد هذا جديداً، بل يبدو غريباً غير شرعي ، لذا بدأت حياة خليفته بعداء بل وبمعارضة حا سمة ، كانت لها اثر كبير في حياته السياسية( ).
تولى تيبيريوس العرش الروماني وهو في الخامسة والخمسين من عمره، كان وقتها قائداً للجيش الروماني، كره المجتمع ، ولم يعد يرى في السلطان سعادة ، بسبب عزلته في جزيرة كابري ()على اثر خلافاته مع جوليا( ).
اُطلق على الفترة التي تلت صعود تيبيريوس السلطة بعهد ( اليوليو– كلوديو) لأن تيبيريوس كان من اسرة كلوديوس ، وبالتبني من أسرة يوليوس قيصر( ) .
لم تكن طباعه تؤهله الى منصب الامبراطور، اذ ان الحياة التي عاشها تيبيريوس في القصر واجباره في الكثير من الأمور، لاسيما على طلاق زوجته فيبسيانا ، وزواجه من جوليا ابنة الإمبراطور اغسطس واعتكافه في جزيرة رودس التي قضى فيها وقتاً ليس بالقصير ، قد اثر على نفسيته وجعلته أكثر شكاً ، كان رجلاً قد تسيطر عليه المرارة والعنف ونفرة الناس وابتعاده عنهم ومجافاتهم ( ) الاانه على الرغم من ذلك كان رجلاً قوي الارادة ، وكان على تمام الصلاحية لحكم الامبراطورية ، او ادارة ولاية او قيادة جيش ، ولكن كل تلك القدرات صارت حبيسة في نفسه( ).
ومن خلال عزلته في جزيرة كابري اطلع من خلالها عزلته على كتب الفلسفة والأدب والشعر، فضلاً عن لقائه مع الفلاسفة والعلماء ، كل ذلك منحه وجهة نظر عن الحياة وفنونها ( )، كانت مغايرة لتلك الحياة التي عاشها من سبقه من الأباطرة وابنائهم ()،
عمل تيبيريوس على وفق منظومة اصلاحات أغسطس الأخلاقية ، ولم يخف قط عزمه في تنفيذها طوعاً ام كرهاً ، اذ كان يعتقد بان روما لا تصلح لما فيها من الانحطاط الا طبقة من الاشراف وذي الخلق القويم والذوق الرفيع، لذلك قدم الى الشعب الروماني الخبز ولم يقدم اليه الألعاب ، واغضبهم بامتناعه عن حضور ما كان يقدمه اليهم أثرياء المدينة( )